وفي الوقت الذي كانت تعيش فيه الدولة العثمانية تلك المصاعب التي سببتها إيران ، عملت الدولة العثمانية على تقوية سلاح آخر هام كانت تستخدمه منذ سنوات طويلة في كربلاء هو الأمراء والأسر التي كانت تنفى من إيران وتستقرّ في كربلاء ، حيث كانت الدولة العثمانية تسمح لهم بالإقامة في كربلاء ، وقد نوّهت الدولة العثمانية بأنها يمكنها استخدام تلك القوة السرية ضد حكومة إيران في أي وقت.
وكلما كانت الأوضاع العالمية تتغير كانت ماهية النزاع العثماني الإيراني على كربلاء تتغير ، فقد كانت الدولتان تقومان بعمل تغيرات في البنية الإدارية لكل منهما طبقا للتطورات العالمية التي تحدث ، وفي الوقت الذي سعت فيه الدولة العثمانية لنقل البدو من أهالي كربلاء إلى حياة الاستقرار وتطوير هويتهم السياسية والدينية سعت أيضا لتثبيت هوية العثمنة القوية ، كما كانت المشكلات القانونية لأهالي كربلاء من المشكلات التي أرهقت الدولة والأهالي معا لأن الدولة العثمانية قبل عهد التنظيمات لم تر ضرورة للتفرقة بين الأهالي الشيعة الموجودين في كربلاء والذين هم من رعايا الدولة العثمانية والرعايا الإيرانيين وبين الرعايا العثمانيين. لقد كانت هذه التفرقة عاملا مؤثرا لينتقل الإيرانيون الذين يعيشون في كربلاء إلى تبعية الدولة العثمانية ويصيروا من رعاياها ، وذلك لأن الدولة العثمانية لم ترغب في استخدام إيران لهؤلاء الرعايا في أي خلاف قد يظهر بين الدولتين فيما بعد ، وبعد عام ١٨٥٠ م بحثت الدولة العثمانية الموقف القانوني للرعايا الإيرانيين الذين يعيشون في كربلاء مع إيران ، ولا يمكن القول إنه كانت هناك ثقة بين الدولة والرعايا العثمانيين ذوي الأصول الإيرانية أثناء شغلهم مناصب مختلفة في الدولة.
سعت الدولة العثمانية إلى إحياء كربلاء بالعمل على نقل البدو الرحل إلى حياة الحضر وتثبيت علاقاتها مع إيران والعمل على تنفيذ الإصلاحات الإدارية التي تمّت في الدولة على وجه العموم في كربلاء ،