ويذكر نامق باشا وهو أحد من تولوا ولاية بغداد أن عدم اختيار الدولة لولاة ذوي خبرة لتولي شؤون بغداد وعزل الولاة أصحاب الكفاءة من منصبهم بعد فترة قصيرة دعا إلى اهتزاز نفوذ الحكومة في المنطقة (١).
وبالرغم من هذا الوضع السلبي الذي ذكرناه ، فقد كان هناك إداريون ذوو كفاءة عالية تركوا آثارا واضحة لهم في بغداد ، وسوف نتعرض لبعض هؤلاء الولاة حتى نتعرف على كيفية إدارة كربلاء.
تمّ القضاء على حكم المماليك في بغداد بحركة عسكرية قام بها علي رضا باشا والي حلب ضد داود باشا آخر ولاة المماليك في بغداد ، وربط البصرة وبغداد بالحكومة المركزية ، كما تمكن علي رضا باشا من القضاء على أسرة آل جليل التي كانت تحكم في الموصل ، أما مسألة ربط الإمارات الكردية المحلية الموجودة في الأماكن القريبة من الحدود الإيرانية مثل رواندز والسليمانية بالإدارة المركزية قد استمرت حتى عام ١٨٥٠ م ، وقد كان لمشكلة الأمن السبق والاهتمام الأكبر في ذلك العهد ، فقد تعرضت بغداد في ذلك الوقت إلى خطر الخلاف الطائفي بين الشيعة والعشائر المحلية والثورات التي ترتبت على ذلك من ناحية وخطر محمد علي باشا الذي سيطر على سوريا من ناحية أخرى ، فقد كانت الدولة تخشى أن تؤثر مشكلة محمد علي باشا على المناطق المجاورة لها ؛ لذا بذلت جهودا كبيرة لمنع هذا الأمر ، وبعد الانتهاء من خطر محمد علي باشا عام ١٨٤٠ م بدأت الدولة تهتم بمسألة تطبيق الإصلاحات التي جاء بها فرمان التنظيمات ، فبدأت تلك الإصلاحات تطبق في بغداد والبصرة بعد عام ١٨٤٤ م ، وفي الموصل بعد عام ١٨٤٨ م.
اهتمّ علي رضا باشا بالمسائل المتعلقة بالنقود في ولاية بغداد التي
__________________
سنة ١٢٩٦ ه انظر : Salname ـ i Vilayet ـ i Bagdad ٠٠٣١) Def\'a ٤ (, s. ٨٤ ـ ١٥.
(١) BOA ,Yildz Esas Evraki (Y.EE) ٢١ / ٨ ,) ٥٢ B ٩٦٢١ (.