الضلالة بلا إمام يهديهم سواء السبيل ، ويرفع مشتبهاتهم وخلافهم ، مع انتشارهم في أطراف الأرض ، واختلافهم بالطباع والأهواء ، وتباينهم بالمقاصد والآراء؟!
ويمكن إرجاع الدليلين العقليّين (١) إلى دليل واحد ، وهو كون الإمامة لطفا من جهتين :
جهة العلم ؛ وهي الأمر الأوّل ..
وجهة السياسة ؛ وهو الأمر الثاني ..
واللطف واجب.
فإذا عرفت أنّه لا يجوز الرجوع إلى اختيار الناس في تعيين الإمام ، وأنّه يجب على الله سبحانه نصبه ، ظهر لك بطلان القول بثبوت الإمامة
__________________
شرطيّا للحجّاج في البصرة ، وكان محظيّا عند أبي جعفر المنصور ، وكان المنصور يحبّه ويعظّمه ، له من الكتب : تفسير القرآن عن الحسن البصري ، وخطب ، ورسائل ، وديوان شعر ، قيل : ولد هو وواصل بن عطاء سنة ٨٠ ه ، وتوفّي سنة ١٤٤ ه ، وقيل : ١٤٣ و ١٤٢ ه ، وهو في طريقه إلى مكّة.
انظر : تاريخ بغداد ١٢ / ١٦٦ رقم ٦٦٥٢ ، وفيات الأعيان ٣ / ٤٦٠ رقم ٥٠٣ ، تهذيب الكمال ١٤ / ٢٧٦ رقم ٤٩٩٠ ، سير أعلام النبلاء ٦ / ١٠٤ رقم ٢٧ ، البداية والنهاية ١٠ / ٦٤ حوادث سنة ١٤٢ ، شذرات الذهب ١ / ٢١٠ و ٢١١ حوادث سنة ١٤٢ ه ، هديّة العارفين ٥ / ٨٠٢.
وأمّا هشام فهو : أبو محمّد هشام بن الحكم الشيباني ، من أهل الكوفة ، سكن بغداد ، من كبار متكلّمي الإمامية ، له تصانيف كثيرة في علم الكلام ، وكان من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ، وبعده الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام ، توفّي سنة ١٧٩ ه بالكوفة في أيّام الرشيد ، وقيل سنة ١٩٩ ه.
انظر : رجال الكشّي ٢ / ٥٢٦ رقم ٤٧٥ ، الفهرست ـ للنديم ـ : ٣٠٧ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٤٣ رقم ١٧٤ ، لسان الميزان ٦ / ١٩٤ رقم ٦٩١.
(١) وهما : إنّ الناس في كلّ وقت محتاجون إلى عالم ، وإنّ نصب الإمام لطف.