ببيعة أهل الحلّ والعقد ، وبطلان القول بوجوب النصب شرعا على الأمّة.
ومن طريف ما قيل في بطلان دعوى أنّ الإمامة بالاختيار ، قول الشاعر العبدي (١) [ من الطويل ] :
وقالوا : رسول الله ما اختار بعده |
|
إماما ، ولكنّا لأنفسنا اخترنا |
أقمنا إماما إن أقام على الهدى |
|
أطعنا وإن ضلّ الهداية قوّمنا |
فقلنا : إذن أنتم إمام إمامكم |
|
بحمد من الرحمن تهتم وما تهنا |
ولكنّنا اخترنا الذي اختار ربّنا |
|
لنا يوم خمّ ما اعتدينا ولا حلنا |
سيجمعنا يوم القيامة ربّنا |
|
فتجزون ما قلتم ونجزى الذي قلنا |
ونحن على نور من الله واضح |
|
فيا ربّ زدنا منك نورا وثبّتنا (٢) |
واستدلّ الأشاعرة على وجوب النصب على الأمر شرعا بثلاثة وجوه ، ذكر صاحب « المواقف » وشارحها منها اثنين ، قالا :
« الأوّل : إنّه تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأوّل بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على امتناع خلوّ الوقت من خليفة وإمام ، حتّى قال أبو بكر في خطبته المشهورة حين وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا إنّ محمّدا قد مات ، ولا بدّ لهذا الدين ممّن يقوم به.
__________________
(١) هو : أبو محمّد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي ، من شعراء أهل البيت عليهمالسلام والمنقطعين إليهم ،
وكان الإمام الصادق عليه السلام يسمع شعره ويقول : « يا معشر الشيعة! علّموا أولادكم شعر العبدي ، فإنّه على دين الله » ، وكان معاصرا للسيّد الحميري ، المتوفّى سنة ١٧٣ ه ، وله معه موقف ينمّ عن تضلّعه ومعرفته بمواضع الكلام ، فقال السيّد : « أنا أشعر الناس إلّا العبدي ».
انظر : الكافي ٨ / ٢١٦ ح ٢٦٣ ، رجال الكشّي ٢ / ٧٠٤ رقم ٧٤٨ ، الأغاني ٧ / ٢٩٣.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ٣١٨.