وبغداد والبصرة والأحواز (١). مما أدى إلى أن تمر حدودها بفترات من التقلص والتوسع وذلك تبعا للتبدلات الإدارية التي حدثت في المنطقة ، ويمكن ملاحظة ذلك من المعلومات المتباينة التي قدمها البلدانيون عن مدن هذه المنطقة ، فالإصطخري (ت ٣٤٦ ه / ٩٥٧ م) يعد الطيب وقرقوب ونهر تيري من أعمال الأحواز (٢). أما المقدسي (ت ٣٧٥ ه / ٩٨٥ م) فقد عدها من مدن واسط (٣). وجعل كل من ابن رستة (كان حيا سنة ٢٩٠ ه / ٩٠٢ م) وقدامة (ت ٣٣٧ ه / ٩٤٨ م) وياقوت (ت ٦٢٦ ه / ١٢٢٨ م) نهر تيرى من أعمال الأحواز (٤). ويعد ابن رستة مدينة «قطر» من مدن واسط (٥) ، ولكن يفهم من كلام ياقوت أنها كانت في أيامه من مدن البطائح (٦).
أما ياقوت فإن منطقة واسط عنده كانت تمتد إلى جهة غربية أكثر ، فهو يقول (٧) : «وأول أعمال واسط من شرقي دجلة فم الصلح ، ومن الجانب الغربي زرفامية وآخر أعمالها من ناحية الجنوب البطائح ، وعرضها الخيثمية المتصلة بأعمال باروسما (٨) ، وعرضها من ناحية الجانب الشرقي عند أعمال الطيب».
__________________
١٧٥. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٢١ ، ٤٢٢. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ١٦٣. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ٢٠ ورقة ٨٠٨. ولمعلومات أوسع عن هذه الإمارة انظر : عبد الجبار ناجي ، الإمارة المزيدية. زامباور ، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة ، ٢٠٧ ، ٢٠٨.
(١) انظر : ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٧. الإصطخري ، المسالك والممالك ، ٦٢ ، ٦٥.
(٢) المسالك والممالك ، ٦٢ ، ٦٤.
(٣) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ٥٣ ، ١١٤ ، ١١٩.
(٤) الأعلاق النفيسة ، ١٨٧. الخراج وصنعة الكتابة ، ٢٢٥. معجم البلدان ، ٥ / ٣١٩.
(٥) الأعلاق النفيسة ، ١٨٤ ، ١٨٥.
(٦) معجم البلدان ، ٤ / ٣٧٢.
(٧) معجم البلدان ، ٥ / ٣٤٨.
(٨) باروسما : ناحيتان من سواد بغداد يقال لهما باروسما العليا وباروسما السفلى من كورة الأستان الأوسط. معجم البلدان ، ١ / ٣٢٠.