أما أماكنهم من المدينة فالراجح أنهم ظلوا في خططهم القديمة في الجانب الغربي من واسط.
ومن الجدير بالذكر هنا هو أن المصادر كانت قد أشارت إلى وجود عدد من القبائل العربية في العراق في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي وما بعده (١) إلا أننا لم نجد ما يشير إلى وجود قبائل عربية استوطنت منطقة واسط في هذه الفترة ، ولعل سبب ذلك هو أن نظام الأراضي في هذه المنطقة كان قائما على الإقطاع المدني والعسكري (٢).
فكانت هذه القبائل تتحاشى الاصطدام مع المقطعين في هذه المنطقة (٣).
ب ـ الفرس :
سكن الفرس بواسط منذ العصر الأموي (٤) ومن الممكن أن نرجع وجود هذا العنصر في هذه المدينة إلى عدة عوامل منها :
١ ـ الانتصارات العظيمة التي سجلتها الجيوش العربية الإسلامية في المشرق بعد بناء واسط سنة ٨١ ه / ٧٠٠ م والتي أدت بمقاتلة هذه المدينة أن يغنموا عددا من الأسرى (٥).
__________________
(١) عن القبائل العربية في العراق في هذه الفترة انظر : الإصطخري ، مسالك الممالك ٢٢. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ١٩٨ ، ٢٤٥ ، ١٠ / ٢٠٦ ، ٢٢٢ ، ٢٧٢. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ١٦٥ ، ١٧٠ ، ٢٣٥ ، ١٠ / ١٢ ، ٣٩٦ ، ٤٤٧ ، ٤٤٨ ، ٦١٠.
(٢) انظر : الفصل الثالث.
(٣) يذكر ابن الأثير أنه في سنة ٥١٦ ه وجه أمير الحلة المزيدية دبيس بن صدقة جماعة من أصحابه إلى إقطاعهم بواسط فلما وصل هؤلاء منعهم أتراك واسط فأعد دبيس جيشا أسند قيادته إلى مهلهل بن أبي العسكر الكردي وأرسله إلى واسط ، فدارت بين الفريقين معركة انتهت بهزيمة قوات دبيس وأسر قائدهم مهلهل. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٦٠٠. انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ٢٣٧.
(٤) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٥٤.
(٥) عن المعارك التي خاضتها الجيوش العربية في المشرق في هذه الفترة ، انظر :