٢ ـ اليهود :
لقد أقام اليهود في مدينة واسط من إنشائها (١) ومن المحتمل جدا أن هؤلاء قدموا من نواحي واسط (٢) ، ومن أماكن أخرى ، وذلك لمزاولة الأعمال التي كان يحتاج إليها المجتمع الجديد. وقد أشارت المصادر إلى وجود اليهود بواسط في العصر العباسي (٣) أما تعدادهم بواسط فإننا لم نجد إلا إشارة واحدة جاءت في رحلة الرحالة اليهودي بنيامين بن بونه التطيلي الأندلسي الذي زار هذه المدينة بين ٥٦١ ـ ٥٦٩ ه / ١١٦٥ ـ ١١٧٣ م ، وذكر أن فيها نحو عشرة آلاف يهودي (٤).
ويبدو أن اليهود كانوا قد تمتعوا بكثير من الحرية والتسامح الديني ، فقد ذكر بنيامين التطيلي أنه كان لهم قاض بواسط (٥). ويذكر ياقوت أنه كان بمحلة الحزامين قبر يزعمون أنه قبر عزرة بن هارون بن عمران يزوره المسلمون واليهود (٦). أما محلات سكناهم في المدينة فإننا لم نجد أية معلومات عنها.
أما المهن التي كان يزاولها هؤلاء فقد كان منهم الصيارفة (٧) والجهابذة والعطارين والأطباء وأصحاب الحرف والصناع (٨).
__________________
(١) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٥٨.
(٢) fiey ,op.cit.,p.٦٨١.
(٣) ابن خرداذبة ، المسالك والممالك ، ٤٢. معجم البلدان ، ٢ / ٢٥٢. الحوادث الجامعة ، ٢١٧.
(٤) رحلة بنيامين التطيلي ، ١٤٩. وقد أضاف مترجم الكتاب أن يهود واسط في أيام رحلة بنيامين كانوا يتبعون مثيبة سورا ويؤدون لعلمائها إتاوة سنوية قدرها ١٥٠ دينارا. نفس الصفحة.
(٥) رحلة بنيامين التطيلي ، ١٤٩.
(٦) معجم البلدان ، ٢ / ٢٥٢.
(٧) ماري بن سليمان ، رحلة بطاركة كرسي المشرق ، ١١٦. الحوادث الجامعة ، ٦٦ ـ ٦٨ ، ٢٥٥.
(٨) الحوادث الجامعة ، ٦٦ ـ ٦٨.