٣ ـ الصابئة :
لقد سكنت هذه الطائفة في منطقة واسط (١) ولم نجد في المصادر المتيسرة لدينا ما يشير إلى أنهم سكنوا في منطقة أخرى من العراق طيلة فترة دراستنا ، وقد هاجر هؤلاء إلى هذه المنطقة من مدينة حران وكانوا قبل ذلك في فلسطين (٢).
وقد سكن الصابئة هذه المنطقة قبل الفتح العربي الإسلامي ، فقد جاء في إحدى كتبهم (٣) أن وفدا منهم قد ذهب لمقابلة القائد العربي وعرض عليه أمرهم ، فأقرهم القائد على دينهم فأكسبهم ذلك التسامح الديني كأصحاب كتاب وبقوا بين المسلمين يؤدون الجزية (٤).
ويبدو أن سبب إقامتهم في هذه المنطقة يعود إلى ما في ديانتهم من فريضة الاغتسال والتغطيس في المياه الجارية (٥) حتى أطلق عليهم بعض المؤرخون العرب اسم «المغتسلة» (٦) وأطلق عليهم البعض الآخر اسم «الصابئة البطائحية» (٧).
__________________
(١) أبو يوسف ، الخراج ، ١٢٣ ، ١٢٤. معجم البلدان ، ٤ / ٥٣. ابن سعيد المغربي ، بسط الأرض ، ٩٢. المسعودي ، التنبيه والأشراف ، ١٦١. مروج الذهب ، ١ / ٢٢٣. الحوادث الجامعة ، ٦٩ ، ٧٠.
(٢) دراور ، الصابئة المندائيون ، المقدمة ، ١٣ ، ١٤ نقلا عن كتاب «حران كويثا» وهو أحد كتب الصابئة.
(٣) اسم الكتاب «حران كويثا».
(٤) دراور ، ن. م ، ١٤ ، ١٥. انظر : المسعودي ، مروج الذهب ، ١ / ٢٢٣. ياقوت ، معجم البلدان ، ٤ / ٥٣.
(٥) انظر : دراور ، ن. م ، ١٨ ، ١٩.
(٦) ابن النديم ، الفهرست ، ٣٤٠.
(٧) ن. م ، ٣٤١. عيون الأنباء في طبقات الحكماء ، ٣١١. أما الصابئة فإنهم يطلقون على أنفسهم اسم «المندائيين» دراور ، المقدمة ، ٨.