الحسين البريدي إلى بغداد للاستيلاء عليها (١). وحين بلغت هذه الأنباء أمير الأمراء الحسن الحمداني ، بادر إلى إعداد العدة ، وخرجت قواته بقيادة أخيه سيف الدولة من بغداد لملاقاتهم ، وكان معه توزون وخجخج والأتراك ، فاشتبك الفريقان عند قرية «كيل» (٢) في عدة معارك ضارية استمرت خمسة أيام ابتداء من ٣٠ ذي القعدة سنة ٣٣٠ ه / ١٦ آب ٩٤٢ م دارت الدائرة فيها على قوات البريديين ، فعادوا منسحبين إلى واسط ، وقد أسر سيف الدولة خلال هذه المعارك جماعة من قواد البريدي ، كما استأمن منهم جماعة آخرون وقتل بعضهم (٣).
عاد سيف الدولة بعد انتصاره الساحق إلى بغداد ليريح جيشه ويجدد قواه (٤) ، ثم تجهز وخرج على رأس جيشه قاصدا واسط ، فلما وصلها وجد أن البريديين كانوا قد غادروها إلى البصرة ، فدخل واسط وأقام بها ، وكان معه الأتراك والديلم وسائر الجيش (٥).
أراد سيف الدولة في أثناء إقامته بواسط أن يستولي على البصرة (٦) إلا أن الموقف العسكري بواسط حال دون تنفيذ هذه الفكرة ، فقد حدث خلاف بين سيف الدولة والديالمة والأتراك ، أما عن أسباب هذا الخلاف
__________________
(١) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٢٩. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٢٩. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٨٤.
(٢) كيل : قرية تقع أسفل المدائن على بعد فرسخين منها. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٢٩.
(٣) عن هذه المعارك انظر : الصولي ، أخبار الراضي بالله ، ٢٢٨. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٢٩. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٢٩. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٨٤ ، ٣٨٥.
(٤) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٠. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٨٥.
(٥) الصولي ، أخبار الراضي بالله ، ٢٢٩. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٠. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٢٩. ابن الأثير ، الكامل في ٢ لتاريخ ، ٨ / ٣٨٥.
(٦) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٠. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٩٦.