بغداد ، فكتبوا إلى البساسيري أن يدفع عنهم نور الدولة ويأخذ الإقطاع (١) ، إلا أن المصادر أمسكت عن ذكر موقف البساسيري من أهل واسط بعد مكاتبتهم إياه واستنجادهم به.
إن ازدياد نفوذ أبي الحارث البساسيري في العراق ، واستبداده بالسلطة ، وميله إلى الفاطميين ، كل ذلك أدى إلى تبدل العلاقات بينه وبين الخليفة القائم بأمر الله ، والوزير أبي القاسم علي بن المسلمة ، فسار البساسيري إلى واسط وأقام بها (٢). ومن المحتمل جدا أن البساسيري أراد أن يتفق مع الملك الرحيم الذي كان آنذاك مقيما بواسط (٣) ثم يعدّ العدّة من هناك للاستيلاء على بغداد ، إلا أن الملك الرحيم لم يتفق معه على هذا الرأي ، فقد ذكر ابن الجوزي أنه قدم من واسط جماعة من الأتراك كانوا مع البساسيري وأخبروا الخليفة أن البساسيري أراد التوجه من واسط إلى بغداد للاستيلاء عليها ونهب دار الخلافة والقبض عليه (٤).
أراد الخليفة أن يحول دون قيام اتفاق بين الملك الرحيم
__________________
(١) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٥٥٨. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ١ ، ج ٢٠ ، ورقة ٧٠. البساسيري : هو أبو الحارث أرسلان بن عبد الله التركي ، كان مملوكا تركيّا من مماليك الأمير بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي ، ثم أصبح أحد قواد بني بويه الأتراك ، وقد عرف بالبساسيري نسبة إلى مدينة (بسا) بفارس. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٦٥٠. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٦٣ ، ٢١٢. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ١ / ١٩٢. الذهبي ، العبر ، ٣ / ٢٢٥ ، ٢٢٦. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ١ ، ج ٢٠ ، ورقة ١٦٣.
(٢) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٩ / ٤٠٠ ، ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٦٣. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٦٠٧ ، ٦٠٨.
(٣) عن إقامة الملك الرحيم بواسط انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٦٦. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٦٠٩. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٥ / ٢٤٩.
(٤) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٩ / ٤٠٠. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٦٣. انظر : أبو الفدا ، المختصر في أخبار البشر ، ٩ / ١٨٢ ، ١٨٣. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٥ / ٢٤٨. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ١ ، ج ٢٠ ، ورقة ١٠٦.