الجنزرودي ، أخبرنا أبو عمرو (١) بن حمدان ، أخبرنا أبو يعلى الموصلي ، حدّثنا محرز بن عون ، حدّثنا خلف بن خليفة ، عن الوليد بن سريع مولى آل عمرو بن حريث ، قال :
صليت خلف النبي صلىاللهعليهوسلم الفجر ، فسمعته يقرأ : (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (٢).
قال : وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجدا.
رواه مسلم عن محرز.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن الكوفي ، حدّثنا أبو جناب الكلبي ، عن الوليد بن سريع مولى عمرو بن حريث قال :
بعثني الجرّاح بن عبد الله وكان خليفة يزيد بن المهلب على العراق ، فبعثني إلى سليمان ابن عبد الملك ، وكان سليمان بن عبد الملك يسأل عن الأخبار والأمطار ، وكنت لا أرتق (٣) بين كلمتين وكانت الرسل إذ ذاك إنّما يريدها الإبل ، وكان الطريق على السماوة ـ سماوة كلب (٤) ـ فمررت على أعرابي مشتمل بكسائه فقلت له : يا هذا هل لك في درهمين؟ قال : وكيف لي بهما؟ قال : فناولته إياهما ، فقلت : أعن غير معرفة جزاك الله خيرا ، قال : قلت : كيف أقول إذا سئلت عن المطر؟ قال : أي مطر؟ قلت : مطرنا هذا ، قال : يقول : أصابنا أحسن مطر ، عقد منه الثرى ، واستأصل العود ، وفاضت منه الغدر على أني لم أر في ذلك واديا دارئا قال : قلت : أملها علي ، فكتبتها فجعلتها بيني وبين واسطة الرجل ، فكنت إذا نزلت قمت فقلت : كيف أمرك وكيف الأسفار ، وكيف الناس ، وكيف المطر ، ثم أجيب نفسي. فلما أتيت باب سليمان أذن لي وكان يؤذن لرسول صاحب العراق قبل الناس ، فلما دخلت فاستبطأت أن يسألني عن المطر حتى سألني ، فقلت الكلام ، فقال : أعد ، فأعدت ، فقال : والله إنّه ليخيل إلى أمير المؤمنين أنك لست بأبي عذر هذا الكلام ، قال : قلت أجل والله يا
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : عمر ، والمثبت عن «ز».
(٢) سورة التكوير ، الآيتان ١٥ و ١٦.
(٣) أرتق من الرتق ، وهو ضد الفتق ، وارتتق : التأم.
(٤) السماوة : سميت بالسماوة لأنها أرض مستوية لا حجر بها ، والسماوة ماءة بالبادية ، وبادية السماوة : التي هي بين الكوفة والشام قفرى ، وقال السكري : السماوة ماءة لكلب (معجم البلدان).