ح قال : وأخبرنا علي بن أحمد الملطي ، أخبرنا العلّاف ، قالا : حدّثنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن ، حدّثني عبيد الله بن محمّد الخطيبي قال : قال عمرو بن العاص :
لله درّ بني أمية ، ما أجمع قلوبهم وأوسع حلومهم ، لشهدت معاوية يوما دخل عليه الوليد بن عتبة وهو غلام حدث ، فقلت : يا أمير المؤمنين لأفرّنّ (١) ابن أخيك عن عقله ، قال : إذن والله تجده بعيد الغور ، ساكن الفور ، ربيط الجأش ، فدنا فسلّم ثم سكت مليا ، فقلت : لقد أطلت سجن لسانك ، قال : إنه غير مأمون الضرر إذا أطلق ، قال : قلت : ما سنّك؟ قال : هيهات يا أبا عبد الله جللنا عن هذه المحنة ، قال : فضحك إلي أبو عبد الرّحمن معاوية ثم قال : كلا يا عمرو ، إنّ العود لمن لحائه ، وإن الولد من آبائه ، وهو والله نبتة أصل لا تخلف ، وسليل فحل لا تعرف.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا محمّد بن هبة الله ، قالا : أخبرنا محمّد ابن الحسين ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب [نا](٢) ابن بكير ، قال : قال الليث سنة ست وخمسين حجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة ، ثم عزل مروان بن الحكم ، واستعمل الوليد ابن عتبة ، وهي سنة سبع وخمسين ، وحجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة ، وقال : سنة ثمان وخمسين فيها نزع مروان عن أهل المدينة وأمّر الوليد بن عتبة ، وحجّ عامئذ بالناس الوليد بن عتبة ، وفي هذه السنة ـ يعني ـ سنة ستين استعمل يزيد عمرو بن سعيد [على المدينة ونزع الوليد بن عتبة عن أهل المدينة ، وحج بالناس عمرو بن سعيد](٣) ثم عزل عمروا واستعمل الوليد بن عتبة ، وحجّ الوليد بن عتبة سنة إحدى وستين ، وسنة اثنتين ثم عزل واستعمل عثمان ابن محمّد على المدينة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا نصر بن أحمد بن نصر ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد الله.
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «لأفرق» وأفرّنّ من أفرّ يعني جعله يفرّ.
(٢) سقطت من الأصل وم ، واستدركت عن «ز» ، لتقويم السند.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، وم.