هؤلاء ، وهؤلاء ضعفاء ، أحاديث مناكير فأسقطتهم أنت ، وصيّرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ، ضعف الأوزاعي ، فلم يلتفت إلى قولي.
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى ، أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي ، وأبو تمام علي بن محمّد ـ في كتابيهما ـ عن أبي الحسن الدارقطني قال (١) : الوليد بن مسلم مرسل ، يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي [عن شيوخ ضعفاء](٢) عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي ، مثل نافع ، وعطاء ، والزهري ، ويسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن نافع ، وعن الأوزاعي عن عطاء ـ يعني : مثل عبد الله بن عامر الأسلمي وإسماعيل بن مسلم.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أخبرنا عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي الفارسي المقرئ ، حدّثنا القاضي أبو الحسين عطية الله بن عطاء الله بن محمّد ـ بصيدا ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة ، حدّثنا محمّد بن يحيى (٣) ـ ويعرف بالسّمّاقي ـ حدّثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري ، حدّثنا الوليد بن مسلم وقال لنا : لا تأخذوا العلم من الصفحتين (٤) ، ولا تقرءوا القرآن على المصحّفين إلّا ممن سمعه من الرجال ، وقرأه على الرجال.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني محمّد بن الحسن ، أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سليمان قال : سمعت أبا زرعة يقول : سمعت صفوان بن صالح يقول : سمعت الوليد بن مسلم يقول : أكلت مرة فجلا ، قال : فرأيت فيما يرى النائم كأني صرت إلى باب المسجد قال أبو زرعة : يعني مسجدهم ، وقلت : افتح الباب ، فقال : من أنت؟ قلت : أنا أبو العبّاس الوليد بن مسلم ، فقال : ألست أنت آكل الفجل؟ قال : وأبى أن يفتح [لي](٥) الباب ، قال : قلت : افتح لي لا أعود لأكله ، قال : ففتح لي ، فقال الوليد : فما عدت لأكله.
__________________
(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٦٣ وسير الأعلام ٩ / ٢١٦ ـ ٢١٧.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و «ز» ، وزيد عن تهذيب الكمال.
(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٤٦٣.
(٤) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «الصحيفتين» وفي م : «الصحفتين» وفي تهذيب الكمال : الصحفيين.
(٥) زيادة عن «ز».