أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أخبرنا أبو الحسن بن السّقا ، وأبو محمّد بن بالويه ، قالا : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عبّاس بن محمّد ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : روى سفيان بن عيينة عن الوليد بن هشام المعيطي ، وكان واليا لعمر بن عبد العزيز ، وقد سمع الوليد بن هشام من أم الدّرداء.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أخبرنا أبو الحسن السيرافي ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (١) : في تسمية عمّال عمر بن عبد العزيز قنّسرين : الوليد بن هشام بن الوليد بن عقبة.
بلغني عن محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال (٢) : ولّى عمر بن عبد العزيز الوليد بن هشام المعيطي عن جند قنّسرين ، والفرات بن مسلم على خراجها ، فتباغيا ، حتى بلغ الأمر بالوليد إلى أن هيأ أربعة نفر من كهول قنّسرين يشهدون على فرات أنه يدع الصلاة ، ويفطر في شهر رمضان مقيما صحيحا ، ولا يغتسل من الجنابة ، ويأتي أهله وهي طامث ، فقدموا على عمر بن عبد العزيز ، فشهدوا بهذه الشهادة ، وهم مختضبون بالحناء ، فقال عمر : هذا [رمقتموه](٣) في صلاته فلم يصلّها ، إمّا تركها متعمدا أو إمّا ساهيا ، ورأيتموه يفطر في شهر رمضان ولا ترون به سقما ، ما علمكم أنه لا يغتسل من الجنابة وبغشيانه أهله؟ والله ما هذا مما يشتم به (٤) ولا سيما فرات في مثل عفافه وأمانته ، يا غلام انطلق بهؤلاء المشيخة السوء إلى صاحب الشرط ، فمره فليضرب كلّ واحد منهم عشرين سوطا على مفرق رأسه ، وليرفق في ضربه لمكان أسنانهم ، وبحسبهم من الفضيحة ما هم صائرون إليه ، إن لم يتغمد الله ما كان منهم بعفوه ، ثم استوثق منهم بالكفلاء حتى يكون فرات هو الآخذ بحقه منهم ، أو العافي عنهم ، والعفو أقرب للتقوى ، وأقرب إلى الله ، ثم أصلح بين الوليد وفرات.
قال : وقدم (٥) الوليد ومعه رءوس النبط بقنسرين ، فكتب عمر بن عبد العزيز إلى الفرات [أن](٦) يقدم ، [فقدم](٧) وإنه لقاعد خلف سرير عمر إذ دخل الوليد والأنباط ، فقال
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٢٣.
(٢) الخبر رواه ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز ص ١٣٤ ـ ١٣٥.
(٣) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدرك للإيضاح عن سيرة عمر لابن عبد الحكم.
(٤) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : يستمريه ، والمثبت عن ابن عبد الحكم.
(٥) في سيرة ابن عبد الحكم : قال : ولما قدم قابل ، وقدم الوليد.
(٦) زيادة عن ابن عبد الحكم.
(٧) زيادة عن ابن عبد الحكم.