إنما هو حفظ ، فسألته عن أدوية الحفظ فقال : إن علّمتك الدواء استعملته؟ قلت : إي والله ، قال : ترك المعاصي ، ما جربت مثله للحفظ.
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله بن الخلال ، أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأخبرنا أبو طاهر ، أخبرنا علي.
قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم (١) ، نا صالح بن أحمد بن حنبل قال : قلت لأبي : أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد (٢)؟ قال : ما منهما بحمد الله إلّا ثبت ، قلت : فأيّهما أصلح عندك في الإيمان (٣)؟ فقال : ما منهما بحمد الله إلّا كلّ إلّا وكيعا لم يتلطخ بالسلطان ، وما رأيت أحدا أوعى للعلم من وكيع ، ولا أشبه بأهل النسك منه.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا عبّاس قال : سمعت أحمد بن حنبل وذاكرته الحديث عن الأعمش فقلت له : قد حدّث به أبو معاوية فطوّله وحسّنه ، فقال أحمد : حدّثنا وكيع ، فقلت له : قد حدّث به أبو أسامة فطوّله وحسّنه ، فقال أحمد : حدّثنا وكيع ، فأخذت عليه فقال لي أحمد : حدّثنا وكيع ، ولو رأيت وكيعا لرأيت رجلا لم تر بعينيك قط مثله.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أنا محمّد بن العباس الخزّاز ، نا عبيد الله بن ثابت الحريري ، قال : سمعت عباسا الدوري يقول : ذاكرت أحمد بن حنبل بحديث عن الأعمش فقال : حدّثناه وكيع ، فقلت : يا أبا عبد الله حدّثناه عن أبي معاوية ، فقال : حدّثناه وكيع بن الجرّاح ، ولو رأيت وكيعا لعلمت أنك ما رأيت مثله.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون ، نا أحمد بن عثمان السمسار ، نا
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٣٨.
(٢) يعني يزيد بن هارون.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الجرح والتعديل : الأبدان.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥٠٠.