قال : وأخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي ، أنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي (١) ، نا عبد الرّحمن بن يوسف ، نا أبو سعيد الأشج ، نا إبراهيم بن وكيع قال : وكان أبي يصلي الليل ، فلا يبقى في دارنا أحد إلّا صلّى ، حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي. وبلغني عن أبي نعيم قال : لا نفلح وذاك الكبش في بني رؤاس.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر (٢) ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السقا ، وأبو محمّد بن بالويه قالوا : أخبرنا أبو العباس محمّد بن يعقوب قال : سمعت العباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت وكيعا يقول [كثير](٣) وأي يوم لنا من الموت ، قال يحيى (٤) : ورأيت وكيعا أخذ في كتاب الزهد يقرأه ، فلما بلغ حديثا منه ترك الكتاب ثم قام ، فلم يحدّث ، فلمّا كان الغد وأخذ فيه بلغ ذلك الحديث قام أيضا ولم يحدّث حتى صنع ذلك ثلاثة أيام ، قلت ليحيى : وأيّ حديث هو؟ قال : حديث مجاهد : أخذ عبد الله بن عمر ببعض جسدي ، وقال : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببعض جسدي فقال : «يا عبد الله بن عمر كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» ، ثم ذكر الحديث (٥) [١٢٩٣٩].
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أخبرنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا عثمان بن محمّد العلّاف ، أنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا يحيى بن أيوب ، حدّثني رجل من أهل بيت وكيع قال : أورثت وكيعا أمه مائة ألف ، قال : وما قاسم وكيع ميراثا قط.
قال يحيى بن أيوب : وأخبرني معاوية الهمداني قال : قلت : أيش صنعتم؟ قال : كما كنا نصنع في الميراث ، قال : فكان يؤتى بطعامه ولباسه ولا يسأل عن شيء ولا يطلب شيئا ، وكان لا يستعين بأحد ولا على وضوء كان إذا أراد ذلك قام هو.
__________________
(١) بالأصل وم و «ز» : الكرخي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٢) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» بعدها : أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ح وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر.
(٣) زيدت اللفظة عن «ز» ، وم.
(٤) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٩ / ١٤٩ من طريق عباس بن محمّد.
(٥) راجع تاريخ ابن معين ٦٣١ و ٦٣٢ وسنن الترمذي في الزهد رقم ٢٣٣٣ وسنن ابن ماجة رقم ٤١١٤ في الزهد.
(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٤٩٩.