فتحها ، لأنّ (أنّ) المفتوحة مع ما تعمل فيه اسم بتأويل المصدر يحكم عليه بالرفع والنصب والخفض. (وإنّ) المكسورة حرف معنى لا موضع له من الإعراب. واللّام التي هي خبر إنّ قد قلنا إنها لام الابتداء ، وكانت مقدّرة قبل إنّ ، ولام الابتداء تمنع ما قبلها أن يعمل فيما بعدها ، فلم يجز لما قبل (إنّ) أن يعمل فيها واللام بينهما ، لأنّ لام الابتداء حاجز يمنع ما قبله من التخطّي إلى ما بعده. ألا ترى أنك تقول : علمت لزيد منطلق ، وحلفت لأخوك قائم ، ولا يكون لعلمت تسلّط على ما بعد اللّام ، فكذلك كان الأصل في قولك : علمت إنّ زيدا لقائم ، علمت أنّ زيدا قائم ، فمنعت اللام الفعل أن يعمل في (إنّ) فبقيت مكسورة على حالها (١) ، ثم أخّرت اللّام إلى الخبر لفظا ، وهي في المعنى مقدّرة في موضعها ، كما أنك إذا
__________________
(١) أي أن اللام منعت فعل القلب من التسلّط على إن ومعموليها. قال ابن هشام : يجب كسر الهمزة إذا وقعت (إن) قبل اللام المعلّقة ، نحو : (والله يعلم إنك لرسوله ، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) ، فاللام من (لرسوله) ومن (لكاذبون) معلّقان لفعلي العلم والشهادة ، أي مانعان لهما من التسلّط على لفظ ما بعدهما ، فصار لما بعدهما حكم الابتداء ، فلذلك وجب الكسر. ولو لا اللام لوجب الفتح / كما قال الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) و (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ.) انظر شرح الشذور ٢٠٥ ـ ٢٠٦.