٣٢٤ ـ ٣٣٧) بهدم هيكل أفقا وحارب ممارسة الشعائر التي تتنافى والدين المسيحيّ. أمّا القلّة التي كانت قد تجرّأت قبلا على اتّباع الدين المسيحيّ في جبيل ، فقد كان مصيرها الإستشهاد. ففي تقليد الكنيستين الغربيّة والشرقيّة أنّ يوحنّا مرقس ، الذي يرد ذكره غير مرّة في أعمال الرسل ، كان من التلامذة السبعين للسيّد المسيح ، وقد أقيم أسقفا على جبيل. وقد أكّد دورتاوس الصوري على هذا ، كما سجّل السنكسار الرومانيّ في ٢٧ أيلول" إستشهاد القدّيس يوحنّا الملقّب مرقس أسقف جبيل في فينيقية". وعليه يكون يوحنّا مرقس أوّل شهيد مسيحيّ في جبيل. وممّا يزيد في تأكيد هذه الواقعة أنّ أقدم كنيسة أقيمت في جبيل ، جعلت على إسم القدّيس يوحنّا مرقس ، وكانت صورته فوق مذبح كنيسة جبيل الكبرى ، إلّا أنّها أبدلت بصورة القدّيس يوحنّا المعمدان ، الذي غلب إكرامه في هذه الكنيسة.
ويقول بعض الباحثين بأنّ فتاة في الثانية عشرة من عمرها إسمها" أكوالينا" استشهدت في جبيل سنة ٣٠٨ ، وذهبوا إلى اعتبار أنّها هي نفسها القديسة" مرتينا" التي لها كنيسة في جبيل ، كما يقول الأب لامنس. على أنّنا نعتقد بوجود إشكال في هذا الإستنتاج ، ونظنّ أنّ كنيسة جبيل المذكورة إنّما أنشاها الصليبيّون على إسم سيّدة البحارSAINTE MARITIME ، وقد حوّر اللفظ في لغتنا المحكيّة إلى : سانت مارتين. ومن الجائز أيضا أن يكون لفظ أكوالينا إبطاليّ الأصل : AQUALINA وهو الترجمة الإيطالية للفظ الفرنسي SAINTE MARITIME. غير أنّ خبر هذه القدّيسة قد جاء في" أعمال البولنديّين" على أنّها استشهدت في نحو سنة ٣٠٨ ، عندما فشل الحاكم" فولوسيان" في محاولة حملها إلى الجحود بدينها فأمر بقطع رأسها. ويقول هذا السجلّ أنّ أصل" أكوالينا" من جبيل ، نصّرها أسقف جبيل" أوثاليوس" وهي حديثة السنّ ،