الكتب الواصلة إلينا هو كتاب (كامل الزيارات) للشيخ جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله (ت ٣٦٨ هـ ق) وكتاب (مصباح المتهجد وسلاح المتعبد) لشيخ الطائفة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله (ت ٤٦٠ هـ ق) ، فإنّ ظاهر من جاء بعدهما أخذ رواية الزيارة منهما.
إلّا أنّه ولما تشتمل عليه هذه الزيارة المباركة من إظهارٍ للبراءة ـ تصريحاً وتلويحاً ـ ممّن تجب البراءة منه مرّت بظروف قاسية ، كان من أبرزها اختلاف النسخ ، وبرز ذلك بالخصوص في مصدرها الثاني ـ أعني (مصباح المتهجد وسلاح المتعبد) ـ فتجد بعض نسخه مشتملة على بعض الفقرات وبعضها الآخر غير مشتمل! ومن لاحظ وتتبع الظروف التي مرَّ بها الشيعة وبالخصوص شيخ الطائفة رحمه الله وما لاقاه من الويلات وفتن ظهرت في زمانه ، وفي بغداد بالخصوص يدرك ما حصل في كتبه رحمه الله من اختلاف النسخ وبالأخص فيما يرتبط بزيارة عاشوراء ، ولا نريد أن نخوض هنا بحثاً تأريخياً حول تلك الظروف المشوبة بالخوف والحذر والتقية ، فهي بدرجة من الوضوح لمن له أدنى تتبع للتأريخ.
ولكن مع ذلك كلّه إذا رجعنا إلى نسخ الكتاب (مصباح المتهد وسلاح المتعبد) يتّضح لنا جلياً أنّ هذه الزيارة المباركة حصل فيها حذف ، أو طمس لبعض مقاطعها ، في بعض النسخ ـ وهل الأقل ـ وذلك للظرف الخاص الذي عاشه الشيعة في تلك الأزمنة ـ أعني التقية والخوف ـ حيث إنّ كثيراً من نسخ الكتاب ممّا وقع في حوزتنا مشتمل على فقرات لم