أن يراني قتيلاً وأن يرى النساء سباياً» ، هذا اليوم الذي تجسدت فيه روح الفداء لهذا الدين بأسمى معانيها وفي المقابل تجسدت فيه روح الظلم والعدوان بأبشع صورها ، فكان حقّ للحسين عليه السلام أن يزار في هذا اليوم بزيارة تتناسب مع هذه المعاني المتجسدة في ذلك اليوم ، وهذا عينه ما حصل من أئمة الهدى عليهم السلام ، حيث رويت زيارته عليه السلام في يوم عاشوراء بطرق متعددة عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ، هذه الزيارة التي جسّدت الولاء الحقيقي للحسين عليه السلام ، والذي هو بدوره جسّد روح الولاء والتضحية لهذا الدين ، كما أكّدت هذه الزيارة على البراءة الحقيقية من أعدائه وأعداء أهل البيت عليهم السلام ، أعداؤهم الذين جسّدوا روح العداء والظلم بأبشع الصور وأشنعها.
هذه الزيارة التي ما فتئ علماؤنا (رضوان الله عليهم) يترنمون بها ، وجعلها ورداً خاصاً يلتزمون به في أيام حياتهم ، ولم يكن ذلك الالتزام منهم إلّا تمسكاً بكلام الأئمة عليهم السلام ، فإن هذا عينه ما نصّ عليه الإمام الباقر عليه السلام لعلقمة بن محمد ، حيث قال له : «وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة في دارك فافعل فلك ثواب ذلك ...».
كما أنّه قلّما تجد كتاباً مدوّناً لجمع الأدعية والزيارات إلّا وهذه الزيارة في صدارة زياراته عليه السلام ، فدونك ما سطّره أعلام الطائفة من القرن الثالث والرابع الهجري إلى يومنا هذا ، حيث إنّ أول مصدر لهذه الزيارة من بين