الله والملائكة والناس أجمعين) [البقرة ١٦١].
لكن لما لم يكن للعن غير الله أثر في أهل اللعن بعد موتهم إذ أثره حينئذ منحصر في العذاب الأخروي ، وهو بيد الله تعالى فسر لعن غيره تعالى بالدعاء على أهله باللعن.
وفي (مجمع البيان) (١) عند قوله تعالى (لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) [البقرة ١٦١] : «اللعنة إنما تكون من الناس على وجه الدعاء ، ومن الله على وجه الحكم».
وفي (تفسير النيشابوري) (٢) عند قوله : (ويلعنهم اللاعنون) [البقرة ١٥٩] : «(٣) [(ويلعنهم)] يدعو عليهم باللعن ، (اللاعنون) [الذين يتأتى منهم اللعن ويعتد بلعنهم من الملائكة وصالحي الثقلين] (٣)».
فالمراد باللعن في قوله «أول ظالم باللعن مني» هو لعنة الله تعالى لا لعنة الزائر ، وكلمة «مني» حال للعن بتقدير معنى السؤال والاستدعاء ، فهي نظير «مني» في قوله : «عليكم مني جميعا سلام الله أبدا» فالمعنى : اللهم خص أنت أول ظالم بلعنتك سؤالا واستدعاء مني ، فهو مثل قولك : اللهم العنه كما تقول في مقابله اللهم صل على محمد وآل محمد.
__________________
(١) مجمع البيان (١ / ٢٤٣) وراجع التبيان (٢ / ٥١).
(٢) غرائب القرآن (١ / ٤٤٩) ط. بيروت.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من الأصل وأضفته من المصدر ليتم المعنى.