ثم إن المتكلم قد لاحظ ترتبهم في الظلم بتقمص الخلافة ، فسئل الله أن يلعنهم على الترتيب حسب ترتبهم في الظلم ، يعني خص أول ظالم بأول لعنك ، والثاني بالثاني ، وهكذا إلى الخامس ، والضمير المجرور في «به» راجع إلى اللعن ، وتنوين «أولا» كما في أكثر النسخ تنوين العوض عن المضاف إليه ، كالألف واللام في النسخة الأخرى ، كما أن الألف واللام في الثاني ، والثالث ، والرابع كذلك ، والتقدير : وأبدأ باللعن أوله ، أي أول ظالم ثم ثانيه ، ثم ثالثه ، ثم رابعه.
وقوله (خامسا) (ليزيد بن معاوية) (١) ولكن في بعض نسخ (المصباح) (٢) «وابدأ به الأول ثم الثاني ... إلخ» كلها بالألف واللام ، وهذا أظهر لاتحاد النظم والسياق ، ولذا كتبناه في المتن وجعلناه أصلا ، وكتبنا المتون في الهامش بدلا عن الأصل ، ثم إن النسخ في «الثالث والرابع» ، أو بالواو مختلفة والاحتياط بالجمع لا ينبغي تركه.
__________________
(١) يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ، ثاني ملوك الدولة الاموية في الشام. ولد بالماطرون ونشأ في دمشق ، وولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة ٦٠ ه ـ ، ولم يبايعه جماعة وعلى رأسهم الحسين عليه السلام ؛ لفسقه وفجوره ولهوه ولعبه. خلع أهل المدينة طاعته سنة ٦٣ ه ـ ، فأرسل إليهم مسلم بن عقبة وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام وأن يبايع أهلها على أنهم عبيد ليزيد ، ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة ، وقتل فيها كثيرا من الصحابة والتابعين. مات يزيد سنة ٦٤ ه ـ.
(٢) راجع التفصيل في حاشية ص ٢٨ من هذا الكتاب.