تعالى (فعال لما يريد) [البروج ١٦] ، لكني وجدتها في خبر مروي في (مسكن الفؤاد) (١) : عن النبي صلى الله عليه وآله أنه دخل على الأنصار فقال : «أمؤمنون أنتم؟! فسكتوا فقال رجل : نعم يا رسول الله ، فقال : وما علامة إيمانكم؟! فقالوا : نشكر على الرخاء ، ونصبر على البلاء ، ونرضى بالقضاء ، فقال : مؤمنون ورب الكعبة».
والظاهر أن (صاحب الطراز) لم يطلع على هذا الخبر ، وإلا لذكر التعدية ب ـ «على» أيضا.
وكلمة «المصاب» هنا مصدر ميمي كما في قوله «لقد عظم مصابي بكم» ، «أن يعطيني بمصابي بكم» وإضافته إلى ضمير الجمع الراجع إلى «الحسين وأصحاب الحسين» لا إلى «الشاكرين» ، كما لا يخفى من باب الإضافة إلى السبب كضرب السوط وضرب السيف ، إذ يجوز إضافة المصدر إلى جميع متعلقات الفعل ولو بعيدا كقوله تعالى : (بل مكر اليل والنهار) [سبأ ٣٣] أي مكركم في الليل والنهار (٢) ، وقوله (فأنساه الشيطان ذكر ربه) [يوسف ٤٢] أي ذكره عنه ربه ، وقوله (ولمن خاف مقام ربه جنتان) [الرحمن ٤٢] أي مقامه عند ربه (٣).
والتقدير هنا على مصابي بهم عليهم السلام ولأجلهم ، أو على مصاب الشاكرين
__________________
(١) مسكن الفؤاد ص ٤٨ وعنه البحار (٧٩ / ١٣٧) والحديث عن ابن عباس.
(٢) التبيان (٨ / ٣٩٨) ومجمع البيان (٨ / ٦١٣) ، الكشاف (٣ / ٥٨٥) والقرطبي (١٤ / ٣٠٢).
(٣) التبيان (٩ / ٤٧٩).