بهم عليهم السلام ولأجلهم على حد ما مر (١) من قوله «بمصابي بكم» إنما قلنا ذلك لأن متعلق الشكر لا بد أن يكون نعمة للشاكر ، إذ لا معنى للشكر على نعمة للغير وإن كان متعلق الحمد أعم من ذلك على ما قالوا ، ثم إن كون مصابهم نعمة إنما هو باعتبار تحمله والصبر عليه ، إذ تحمل المصائب والصبر عليها من أفاضل نعم الله تعالى.
واعلم أنه قد شاع في كتب المتأخرين أن لكل من الحمد ولاشكر معنيين لغويا وعرفيا.
قال في (المقاصد العلية (٢)) (٣) ما ملخصه : «أن الحمد لغة الثناء على الجميل الاختياري ، ولا حاجة إلى التقييد باللسان ، لن الثناء حقيقة لا يكون إلا به ، وثناء الله على نفسه مجاز ، والتخصيص بالاختياري لخروج المدح فأنه أعم مطلقا ، والشكر لغة فعل منبئ عن تعظيم المنعم لأنعمه ، والحمد عرفا هو الشكر ال لغوي ، والشكر عرفا صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله ، فحصل من ذلك ستة أقسام : حمدان لغوي وعرفي ، وشكران كذلك ومتعاكسان».
__________________
(١) في ص ١٠٩.
(٢) المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية : للشهيد الثاني زين الدين العاملي (م ٩٦٦ ه ـ) ، شرح فيه الرسالة الألفية للشهيد الأول المشتملة على ألف واجب في الصلاة ، طبعت محققة في قم سنة ١٤٢٠ ه ـ.
(٣) المقاصد العلية ص ٧.