عن الشكر متمم ومكمل ، وأما صدره فوجهه أن عرفان النعمة من المنعم مستلزم لمحبته والفرح به ، ومحبته تستلزم طاعته كما قال عليه السلام في خبر آخر (١) :
«تعصي الإله وأنت تظهر حبه |
|
هذا محال في الفعال بديع |
لو كان حبك صادقا لأطعته |
|
إن المحب لمن يحب مطيع» (٢) |
فانتفاء اللوازم بالتعرض لمعصية المنعم وسخطه كاشف عن انتفاء الملزوم الذي هو ذلك العرفان ، ومن هنا ظهر أن من اعتبر في حد الشكر أمور ثلاثة : الاعتقاد بالجنان ، والإقرار باللسان ، والعمل بالأركان ؛ (كالغزالي) (٣) و (المحدث الكاشاني) (٤) و (القاموس) (٥) فقد جمع فيه بين اللازم والملزوم ، كما أن من عرفه بالثناء على المحسن (كالصحاح) ومثله ، فقد عرفه باللازم فقط فهذا الخبر أيضاً من باب التفسير باللازم.
__________________
(١) أمالي الصدوق ص ٥٧٨ وعنه الوسائل (١٥ / ٣٠٨) والبحار (٦٧ / ١٥) وروضة الواعظين (٢ / ٣٥٢) ، مناقب ابن شهر آشوب (٤ / ٢٧٥) وعنه البحار (٤٧ / ٢٤) ، والبيت منسوب إلى غير واحد من الشعراء منهم النابغة الذبياني ومحمود الوراق والشافعي.
(٢) جاء في حاشية الأصل : «قوله «لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ» يظهر منه أنّ الحبّ مقسمٌ إلى حبٍ صادقٍ وحبّ كاذبٍ ، كالاشتهاءُ المنقسم إلى الصادق والكاذب وإن الصادق لا يجامع المعصية ، فالمحبّ العاصي يكون حبّه لا محالة كاذِباً (منه قدس سره)».
(٣) إحياء علوم الدين (١ / ٨٤).
(٤) المحجَّة البيضاء (٨ / ١٤٤).
(٥) القاموس المحيط ص ١١٧٦ (مادة أمن).