(لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم ٧].
وفيه (١) عن (الصادق) عليه السلام : «من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله قبل أن يظهر شكرها على لسانه».
دل هذا الخبر بأوضح دلالة على أن الشكر هو مجرد عرفان النعمة من منعمها ، لأن استيجاب المزيد إنما هو جزاء الشكر مترتب عليه كما دلت عليه الآية (٢) ، فلا بد من تقدم الشكر على جزائه ، ولأن إظهار شكرها على لسانه دليل على أن الشكر أمر قلبي قد يظهر وقد يضمر ، فإظهار الشكر على اللسان من أحوال الشكر لا نفس الشكر ، إذ من المحال أن يكون إظهار الشيء نفس الشيء ، فهذا الخبر قرينة على أن معرفة النعمة بقلبه في الخبر الأول هو الشكر فقط ، وإن حمده تعالى ظاهر بلسانه خارج عنه مكمل ومتمم له.
وفيه (٣) عنه عليه السلام «شكر النعمة اجتناب المحارم ، وتمام الشكر قول الرجل الحمد لله رب العالمين». وذيل هذا الخبر شاهد لما قلنا من أن الحمد باللسان خارج
__________________
صدوق ، كان في أول أمره عامي المذهب ، وسمع حديث العامة فأكثر منه ، ثم تبصر وأصبح إماميا ، له أكثر من ٢٠٠ مصنف وصل إلينا منها كتابه في التفسير وهو مطبوع ، ذكر الزركلي في الأعلام أنه توفي سنة ٣٢٠ ه ـ.
(١) الكافي (٨ / ١٢٨) وعنه البحار (٧٥ / ٢٢٤) ، تحف العقول ص ٣٥٦ في حكم الإمام الصادق عليه السلام.
(٢) (لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم ٧].
(٣) الكافي (٢ / ٩٥) وعنه البحار (٦٨ / ٤٠).