أنعم الله عليه فيما خلق لأجله ، أو إلى ما خلق لأجله ، أي صرفها في الغرض من خلقها ، ومن المعلوم أن مرادهم بجميع ما أنعم الله به علي هأعم من النعم الداخلة كالأعضاء والجوارح ، والقوى ظاهرة وباطنة ، والخارجة كالأموال والأولاد.
ولا ريب أن صرف النعم في الغرض من خلقها أمر ناجح مطلوب شرعا وعقلا ، إما وجوبا وإما ندبا ، فصرف بعض النعم الجوارح والقوى ، واستعماله في المباحات فضلا عن المكروهات موجب لانتفاء الشكر ، لأن الإيجاب الكلي يرتفع بالسلب الجزئي فيلزم من ذلك انحصار الشكر في المعصوم وانتفائه في حق غيره من آحاد الأمة وهو كما ترى.
وأما الأخبار ففي (الكافي) (١) في (باب الشكر) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه ، وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد».
ورواه (٢) (القمي) (٣) و (العياشي) (٤) في تفسيرهما وزادا «وهو قوله تعالى
__________________
(١) الكافي (٢ / ٩٥) وعنه الوسائل (٧ / ١٧٥) والبحار (٦٨ / ٤٠).
(٢) باختلاف يسير تفسير القمي (١ / ٣٦٧) وتفسير العياشي (٢ / ٤٠٣).
(٣) علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي ، من أعلام القرن الثالث الهجري ، ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح المذهب ، له أكثر من ٧٠٠٠ رواية في كتب الحديث ، عاصر الإمام العسكري عليه السلام ، وهو أحد مشايخ ثقة الإسلام الكليني حيث أكثر الرواية عنه في الكافي ، له كتب عديدة وصل إلينا منها كتاب التفسير وهو مطبوع.
(٤) محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي السمرقندي ، أبو النضر المعروف بالعياشي : ثقة ، =