الوضع كما مر من أنه ممنوع ، لأله مجرد دعوى بلا دليل ، فيدور الأمر بين تعيين أحد المعنيين من الثناء الجميل ، والفعل المنبيء عن التعظيم ، لأن معناه ليس خارجا عنهما.
فنقول : أنهم قالوا أن الحمد العرفي هو الشكر اللغوي ، وقد عرفت الشكر لغة بأنه فعل منبيء عن تعظيم المنعم لإنعامه ، ولا يخفى أن تعريف الحمد بهذا المعنى عرفا لا يستقيم من وجوه :
أحدها : أن هذا التعريف يشمل الصلاة والصوم ونحوهما من الأعمال البدنية ، فيلزم منه صدق الحمد عليه عرفا ، وأي عرف يساعد على صدق الحمد على مثل الصلاة والصوم والزكاة.
ثانيها : أنه يشمل التسبيح إذا صدر لإنعامه تعالى ، ومن المعلوم تغاير الحمد والتسبيح وتباينهما بشهادة التقابل بينهما بحسب الذكر في قوله تعالى : (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) [الإسراء ٤٤] ، (وسبح بحمد ربك حين تقوم) [الطور ٤٨] ، (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) [ق ٥٠] ، وفي ذكر الركوع والسجود : «سبحان ربي العظيم وبحمده» ، «سبحان ربي الأعلى وبحمده» ، والتسبيحات الأربع المعروفة (١) «سبحان الله والحمد لله .. إلخ» (٢) إلى غير ذلك ، ولا ريب أن التسبيح هو التنزيه عن النقائص والرذائل ، فلا محالة
__________________
(١) والتي تقرء في الركعتين الأخيرتين.
(٢) «سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَر» راجع الوسائل (٦ / ٤٥٣).