أي لا يمله ولا يزجره (١).
قوله عليه السلام : * (يا مدرك كل فوت) *.
هنا بمعنى الفائت ، والمصدر بمعنى الفاعل ، وليس المراد أنه مدرك كل ما فات عنه ليلزم إعادة المعدوم ، بل المراد أنه مدرك كل ما فات عن غيره من حق ، فمن أتلف منه ظالم دما أو عرضا أو مالا ففاته القصاص والانتقام واستيفاء الحق ، فإن ذلك لا يفوته تعالى بل هو يدرك وينتقم للمظلوم كل ما فاته من حقوقه.
قوله عليه السلام : * (ويا جامع كل شمل) *.
جمع الله شمله أي ما تشتت من أمره ، وفرق الله شمله أي ما اجمع من أمره كذا في (مجمع البحرين) (٢).
قوله عليه السلام : * (ويا بارئ النفوس بعد الموت) *.
الـ (بارئ) بمعنى الخالق (٣) ، والألف واللام في الموت عوض عن المضاف إليه ، والتقدير : يا خالق النفوس بعد موتها ، وخلقها بعد موتها هو إحيائها بعد الموت ، وكل من الموت والإحياء بعده ، وإن كان للبدن حقيقة لكن صح إسناد الموت إلى النفس بمعنى قطعها ، للعلاقة عن البدن كما في
__________________
(١) راجع معاجم اللغة مادة (برم) ومجمع البحرين (٦ / ١٦).
(٢) مجمع البحرين (٢ / ٥٤٤).
(٣) راجع كتب اللغة مادة (بَرَأ) وكتب التفاسير عد تفسير الآية ٥٤ من سورة البقرة.