مدافعة الأخبثين مثلا ، فلا يكفي البناء في حصول هذا العمل المخصوص ، وإن كان ذلك عملا آخر موجبا لثواب آخر ، بل اللازم الاستئناف.
ومنها : (الوقت) وأنه قبل الزوال ، ولا ريب في اعتباره لقوله عليه السلام في رواية (الكامل) (١) : «يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال» ، وفي رواية (المصباح) «وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس» ، ولو زار بها في غير الوقت المزبور خرج عن هذه الزيارة الخاصة ، وصار عملا آخر له ثواب آخر ، ولا ينافيه قوله في آخر الرواية «إن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة فافعل» فإنه تعميم بحسب أيام السنة لا بحسب ساعات كل يوم ، وكذا قوله في آخر رواية (صفوان) : «إذا حدث لك حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت» فإنه تعميم من حيث المكان لا الزمان ، ثم إن صدر كل شيء وإن كان أوله كما في كتب اللغة (٢) ، لكن المراد بصدر النهار هنا وسطه بقرينة قوله : «قبل الزوال» ، وقوله «قبل أن تزول الشمس» ولا يرد أن وسط النهار هو الزوال لا قبله ، لإنه وسط بالنسبة إلى طلوع الشمس لا الفجر ، والنهار في العرف مبدئه من طلوع الفجر.
ومنها : (التوجه) إلى قبره الشريف عند السلام عليه عليه السلام ، ولا ريب في اعتباره وهو المراد بالإيماء إليه والسلام وما به الإيماء هو السلام لا غير ،
__________________
(١) كامل الزيارة ص ٣٢٦.
(٢) لسان العرب ومجمع البحرين ٣ / ٣٦٣ مادة (صدر).