التَّقَادِيرِ العِبَارَةُ فِي غَايَةِ التَّشْويشِ ، وَلَعَلَّ فِعْل الصَّلَاةِ فِي المَواضِعِ المُحْتَمِلَةِ كُلَّهَا ، و (الكَفْعَمِيُّ رحمه الله) (١) حَمَلَهُ عَلَى المَعْنَى الثَّانِي ، وَحَمَلَ التَّكْبِيرَ عَلَى التَّكُبِيرِ المُسْتَحَبَّ قَبْلَ الزِّيَارَةِ حَيْثُ قَالَ : «وَيُومِي إِلِيهِ بِالسَّلامِ ، وَيَجتهد فِي الدُّعَاءِ عَلى قَاتِلِهِ» ثُمَّ يُصْلِي رَكْعَتَينِ ، ثُمَّ ذَكَرَ النُّدْبَةَ وَالتَّعْزِيَةَ بِمَا مَرَّ.
ثُمَّ قَالَ : فَإِذَا أّنْتَ صَلَّيتَ الرَّكْعَتَينِ المَذْكُورَتَيْنِ آنِفَاً ، فَكَبِّرِ اللهَ مِائَةَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ أَوْمِ إِلِيهِ ، وَقُل : السَّلَامُ عَلَيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله إِلَى آخِرِ الزِّيَارَةِ ، ثُمَّ قَالَ المَجلِسِيُّ رحمه الله قوله عليه السلام : «أنْ تَزُورهُ فِي كُلِّ يَومٍ» هَذِهِ الرُّخْصَةُ تَسْتَلزِمُ الرُّخْصَةَ فِي تَغْييرِ عِبَارَةِ الزِّيَارَةِ أَيْضَاً كَأَنّْ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنَّ يَوْمَ قَتْل الحُسَيْنِ يَوْمٌ تَبَركَتْ بِهِ» ، انتَهى فِي (البِحَارِ) كلامُهُ رُفِع في الخُلدِ مقامُهُ.
أقُولُ : لَا رَيبَ أنَّ ما رُويَ عَن البَاقِر عليه السلام فِي الكِتابَين (المِصْبَاحِ) و (الكَامِلِ) حَديثٌ واحِدٌ (٢) ، نَظراً إلى وِحدَةِ السَّائيل والمَسؤول عنهُ والسُّؤال ،
__________________
(١) الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن الكفعمي الجبعي الحارثي : والكفعمي نسبة إلى قرية كفرعيما من توابع جبل عامل ولم يبق منها الآن سوى آثار مهدمة وخالية من السكان ، والحارثي نسبة إلى حارث الهمداني من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، ولد في كفر عيما سنة ٨٤٠ ه ـ ، تتلمذ على يد والده الشيخ علي الكفعمي ، له مؤلفات كثيرة في شتى المجالات منها : جنة الأمان الواقية والجنة الباقية الشهير بمصباح الكفعمي (ط) ، البلد الأمين والدرع الحصين وهو أوسع حجماً من المصباح ولو أنه يشابهه من حيث المحتوى (ط) ، الفوائد الطريفة في شرح الصحيفة السجادية ، محاسبة النفس اللوامة وتنبيه الروح النوامة (ط) ، مجمع الغرائب وموضوع الرغائب (ط) ، توفي قدس سره في سنة ٩٠٥ ه ـ في مسقط رأسه ودفن هناك. (أعيان الشيعة ٢ / ١٨٤).
(٢) ولكن الاختلاف الكثير بين الكتابين في متن الزيارة وألفاظها كما ترى ربما يمنع في الحكم بالاتحاد ، إذ من المستبعد جدّاً أن يكون جميع ذلك من سهو الرواة والنّساخ ، فالحكم بالاتحاد مشكلٌ ، والحكم بالتعدّد أشكل ثم أشكل ، لكن هذا لا يضرّ لما نحن بصدده كما لا يخفى (منه قدس سره).