وإِذ قَد عَرَفْتَ : أنَّ التَّكبيرَ هو الصَّواب ، وأنَّ الرَّكعتين خَطأ.
فَنَقُول : الظَّاهرُ أنَّ هذا التَّكبير مِائةَ مرَّة كَما أشَرنا إليهِ سابِقاً ، والَّذي يدلُّ على ذَلك أمورٌ :
مِنْهَا : مَا رُوي مُرسلاً في حاشيةِ (مَزَارِ (١) الشَّهيدِ رحمه الله (٢)) عِند ذِكرِ زِيارة عَاشُوراء ، واللَّفظُ هكَذا : «وَعَنْ بَعْضِ الفُقَهَاءُ رُضوَانُ اللهِ عَلَيهِمْ أَنَّهُ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ أَنْ يُكَبَّرَ قَبْلَ زِيَارَةِ عَاشُورَاءَ بِمائَةِ تَكْبِيرَة».
وهَذا كَما تَرى يدلُّ على أنَّ ذلِك البَعض قَد وجَد رِوايةً أُخرَى مُرسلةً تدلُّ على ما ذكَرَهُ.
وَمِنْهَا : تَصريحُ (الكَفْعَمِيُّ رحمه الله) (٣) بِأنَّ التَّكبِيرَ مِائةَ مرَّة كَما حكَاه عنهُ في
__________________
(١) كتاب المزار : للشهيد الأول ، رتبه على بابين ، الباب الأول يحتوي على ثمانية فصول ابتدأ بزيارة النبي صلى الله عليه وآله وانتهى بزيارة أم الحجة عليها السلام ، وختم الباب بخاتمة فيها أربعة فصول ، ثم الباب الثاني ويحتوي على سبعة فصول أعمال المساجد كمسجد الكوفة والسهلة ، ختمها بخاتمة فيها زيارة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة والمختار ، طبع بتحقيق مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام في قم سنة ١٤١٠ ه ـ ، ثم طبع أخرى في قم سنة ١٤١٦ ه ـ بتحقيق محمود البدري ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية.
(٢) أبو عبد الله شمس الدين محمد بن مكي بن محمد المطلبي ، العاملي ، النباطي ، الجزيني ، الشهير بالشهيد الأول ، ولد في جزيّن سنة ٧٣٤ ه ـ ، درس على يد والده ثم ارتحل إلى الحلّة ودرس على يد كبارالعلماء فيها ، له العديد من المؤلفات المهمة منها اللمعة الدمشقية (ط) وقد ألفها في سبعة أيام وهو مسجون في قلعة دمشق ، ذكرى الشيعة (ط) ، الدروس الشرعية (ط) ، البيان في الفقه (ط) ، الأربعون حديثا (ط) ، المزار (ط) ، استشهد في دمشق في التاسع من جمادى الأولى سنة ٧٨٦ ه ـ ، قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم ثم أحرق ، بفتوى من برهان الدين المالكي بسبب وشاية كاذبة عليه قدس سره (أمل الآمل ١ / ١٨١ ، أعيان الشيعة ١٠ / ٥٩ معجم رجال الحديث ١٨ / ٢٨٥).
(٣) مصباح الكفعمي ص ٤٨٢.