على الطور في كتاب مسطور في رق منشور ، بقدر مقدور ، على نبي محبور ، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور ، وبالفخر مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
قال سلمان : فتعلمتهن فو الله لقد علمتهن أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم علل الحمى ، فكل برأ من مرضه بإذن الله تعالى.
ولعل هذه العبارة أعني «بأبي أنت وأمي» صدرت في زيارات الأنبياء للحسين عليه السلام من آدم وعيسى عليهما السلام ، إذ بعد فرض صدورها عن مثل جبرئيل ، فلم لا يجوز ذلك من آدم وعيسى عليهما السلام؟! والمانع في المقامين واحد والتوجيه واحد.
وبالجملة فإن تم هذا التوجيه وإلا فلابد من الالتزام بأن هذا التعبير في تعليم (علقمة) من باب التبديل بما يناسب حال الزائر من آحاد البشر ، وعبارة «الملائكة» كانت غير ذلك ، كتبديل «يوم تبركت به» بيوم قتل الحسين مثلا في غير عاشوراء ، وكذا قوله «وهذا يوم فرحت به» فيبدل «هذا» ب ـ «هو» وب ـ «يوم قتل الحسين عليه السلام» ، وسيأتي تفصيل ذلك في محله (١) إن شاء الله تعالى.
هذا ولكن بقي في المقام إشكال آخر لابد من التأمل في دفعه ، وهو أنه عليه السلام لم قال «إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة» ولم يقل من زاره من الأنبياء؟!
__________________
(١) سيأتي في ص ١٣٧.