وألف الاستفهام» لأن اليمين لآخر الكلام ، وما بينهما لا يمنع الآخر أن يكون على اليمين.
وأمّا إذا كان القسم غير مقصود أو كان لغوا. وتقدّم عليه ما هو المقصود في الكلام ، فيكون آخر الكلام جزاء للشّرط.
يقول سيبويه : وتقول «أنا والله إن تأتني لا آتك» ؛ لأنّ الكلام مبني على أنا ـ في أول الجملة ـ ألا ترى أنّه حسن أن تقول : «أنا والله إن تأتني آتك» فالقسم ههنا لغو. فإن بدأت بالقسم لم يجز إلّا أن يكون عليه. ألا ترى أنّك تقول : «لئن أتيتني لا أفعل ذاك» لأنّها لام القسم ، ولا يحسن في الكلام : «لئن تأتني لا أفعل» لأنّ الآخر لا يكون جزما بل رفعا لتقدّم لام القسم.
وقال سيبويه : وتقول : «والله إن تأتني آتيك» وهو بمعنى : لا آتيك ، فإن أردت أنّ الإتيان يكون فهو غير جائز ، وإن نفيت الإتيان ، وأردت معنى : «لا آتيك» فهو جائز.
يريد سيبويه : أنّك إن أردت الإيجاب بقولك : «والله إن تأتني آتك» وأنّك تأتيه إن أتاك فلا بدّ من توكيد الفعل بمناسبة القسم ، أي لا بدّ أن تقول : «والله إن تأتني لآتينّك».
٨ ـ إعراب أسماء الشّرط :
خلاصة إعراب أسماء الشّرط أنّ الأداة إن وقعت بعد حرف جرّ أو مضاف فهي في محلّ جرّ نحو : «عمّا تسأل أسأل» و «خادم من تكلّم أكلّم» ـ وإن وقعت على زمان أو مكان ، فهي في محلّ نصب على الظّرفيّة لفعل الشّرط إن كان تامّا ، وإن كان ناقصا فلخبره ـ وإن وقعت على حدث فهي مفعول مطلق لفعل الشّرط نحو «أيّ عمل تعمل أعمل». أو على ذات ، فإن كان فعل الشّرط لازما ، أو متعدّيا واستوفى معموله ، فهي مبتدأ خبره على الأصحّ جملة الجواب نحو «من ينهض إلى العلم يسم» و «من يفعل الخير لا يعدم جوازيه».
وإن كان متعدّيا غير مستوف لمفعوله فهي مفعول نحو (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)(١).
٩ ـ أدوات الجزم مع «ما» :
أدوات الجزم مع «ما» ثلاثة أصناف :
صنف لا يجزم إلّا مقترنا ب «ما» وهو «حيث وإذ».
وصنف لا تلحقه «ما» وهو «من وما ومهما وأنّى».
وصنف يجوز فيه الأمران وهو «إن
__________________
(١) الآية «٢١٥» من سورة البقرة «٢».