«أفضل منك أفضل مني» ، أمّا إذا وجدت القرينة نحو «عمر بن عبد العزيز عمر بن الخطّاب». جاز تقديم الخبر وهو «عمر بن الخطّاب» لأنّه معلوم أنّ المراد تشبيه ابن عبد العزيز بابن الخطّاب تشبيها بليغا ومنه قوله :
بنونا بنو أبنائنا ، وبناتنا |
بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد |
ف «بنونا» خبر مقدّم ، وبنو أبنائنا مبتدأ مؤخّر ، والمراد الحكم على بني أبنائهم بأنّهم كبنيهم.
«الثانية» أن يأتي الخبر فعلا ، ويخشى التباس المبتدأ بالفاعل نحو «عليّ اجتهد» ونحو «كلّ إنسان لا يبلغ حقيقة الشكر».
«الثالثة» : أن يقترن الخبر ب «إلّا» معنى نحو : (إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ)(١) أو لفظا نحو : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)(٢) فلا يجوز تقديم الخبر لأنّه محصور فيه ب «إلّا» فأمّا قول الكميت ابن زيد :
فيا ربّ هل إلّا بك النّصر يرتجى |
عليهم وهل إلّا عليك المعوّل |
فضرورة لأنه قدّم الخبر المقرون ب «إلّا» لفظا ، والأصل : وهل النّصر إلّا بك ، وهل المعّول إلّا عليك.
«الرابعة» : أن يكون المبتدأ مستحقا للتّصدير ، والأسماء التي لها الصّدارة بنفسها هي : أسماء الاستفهام ، والشّرط ، وما التّعجّبيّة ، وكم الخبريّة ، وضمير الشأن ، وما اقترن بلام الابتداء ، نحو : «من أنت؟». و «من يقم أقم معه» و «ما أحسن الصدق» و «كم فرس لي» و (هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و «لزيد قائم».
وهناك اسم ليس له الصّدارة ، ولكنّه يشبه أحيانا ما يستحقّ التّصدير ، وهو «اسم الموصول».
إذا اقترن خبره بالفاء نحو «الذي يدرّس فله درهم» فالذي : اسم موصول مبتدأ و «يدرّس» صلته ، وجملة «فله درهم» خبره ، وهو واجب التّأخير ، فإنّ المبتدأ هنا ، وهو «الذي» مشبّه باسم الشّرط لعمومه وإبهامه واستقبال الفعل الذي بعده ، وكون الفعل سببا لما بعده ولهذا دخلت الفاء في الخبر وقد تقدم.
وكلّ ما أضيف من الأسماء إلى ماله الصّدارة ممّا مرّ فله نفس الحكم ، أي وجوب تأخير الخبر نحو : «غلام من أنت» فـ «غلام» مبتدأ و «من» اسم استفهام مضاف إليه و «أنت» خبر المبتدأ ، ومثله : «قال كم رجل عندك» وهكذا ..
__________________
(١) الآية «١٢» من سورة هود «١١» و «إنما» فيها معنى «إلا» وهو الحصر.
(٢) الآية «١٤٤» من سورة آل عمران «٣».