مكرما» ولا «كان إيّاك مكرما عليّ» وتقول باتفاق النحاة «كان عندك عليّ جالسا» و «كان في البيت أخوك نائما».
١٠ ـ زيادة الباء في الخبر :
تزاد الباء بكثرة في خبر «ليس» نحو : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(١). وقد تزاد بقلّة بخبر كلّ ناسخ منفيّ كقول الشّنفرى :
وإن مدّت الأيدي إلى الزّاد لم أكن |
بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل |
١١ ـ استعمال هذه الأفعال تامّة :
قد تستعمل هذه الأفعال النّاقصة تامّة ، فتكتفي بمرفوعها (٢) عن منصوبها ، نحو (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ)(٣) أي وإن وجد أو إن حصل ذو عسرة ومثلها أخواتها.
(انظر في حروفها).
١٢ ـ كان قد تفيد الاستمرار :
ذكر أبو حيّان أنّ «كان» قد تفيد الاستمرار وذلك في آيات كثيرة منها قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)(٤) ، (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(٥) ، (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً)(٦) ، (وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ)(٧).
١٣ ـ زيادة «كان» :
ل «كان» أمور تختصّ بها ، منها جواز زيادتها بشرطين :
(أحدهما) كونها بلفظ الماضي وشذّ قول أمّ عقيل بن أبي وهي ترقصه :
أنت تكون ماجد نبيل |
إذا تهبّ شمأل بليل (٨) |
(الثاني) كونها بين شيئين متلازمين ، ليسا جارّا ومجرورا (٩) ، نحو «ما كان أحسن زيدا» ، فزاد «كان» بين «ما» التّعجّبيّة وفعلها ، لتأكيد التّعجّب وقول
__________________
(١) الآية «٣٦» من سورة الزمر «٣٩».
(٢) اكتفاء «كان وأخواتها» بمرفوعها جعلها تامة ، وعدم اكتفائها بمرفوعها جعلها ناقصة ، هذا هو رأي ابن مالك ، وتبعه ابن هشام في توضيحه ، أما مذهب سيبويه وأكثر البصريين فإن معنى تمامها دلالتها على الحدث والزمان ، ومعنى نقصانها : عدم دلالتها على الحدث ، وتجردها للدلالة على الزمان.
(٣) الآية «٢٨٠» من سورة البقرة «٢».
(٤) الآية «١١٠» من سورة آل عمران «٣».
(٥) الآية «١» من سورة النساء «٤».
(٦) الآية «٧٦» من سورة النساء «٤».
(٧) الآية «١٥» من سورة فصلت «٤١».
(٨) «أنت» مبتدأ ، و «ماجد» خبره ، و «تكون» زائدة بين المبتدأ والخبر.
(٩) ليس المراد بزيادة «كان» أنها لا تدل على معنى ألبتة ، بل إنها لم يؤت بها للإسناد ، وإلا فهي دالّة على المعنى ، ولذلك كثر زيادتها بين «ما» التّعجبية وفعل التعجب لكونه سلب للدّلالة على المضيّ.