بعضهم «لم يوجد كان مثلهم» فزاد «كان» بين الفعل ونائب الفاعل تأكيدا للمضي ، وشذّ زيادتها بين الجارّ والمجرور في قول الشاعر :
جياد بني أبي بكر تسامى |
على كان المسوّمة العراب (١) |
وليس من زيادتها قول الفرزدق يمدح هشام بن عبد الملك :
فكيف إذا مررت بدار قوم |
وجيران لنا كانوا كرام (٢) |
لرفعها الضمير وهو الواو ، والزّائد لا يعمل شيئا ، خلافا لمن ذهب (٣) إلى زيادتها في البيت.
١٤ ـ إذا كان الخبر ماضيا ب «كان وأخواتها من الأفعال» :
إذا كان خبر كان وأخواتها ماضيا لا بدّ أن يقترن ب «قد» ، ولكنّ شواهد عدّة ـ كما يقول الرّضي ـ أتت من غير «قد» منها قول زهير بن أبي سلمى :
وكان طوى كشحا على مستكنّة |
فلا هو أبداها ولم تتقدّم |
ويعود الضمير ب «كان» و «طوى» على حصين بن ضمضم.
ومثله في «أضحى» وقول النّابغة الذّبياني :
أضحت خلاء ، وأضحى أهلها احتملوا |
أخنى عليها الذي أخنى على لبد |
١٥ ـ حذف «كان» :
قد تحذف «كان» وذلك في أربعة أوجه :
(أحدها) أن تحذف مع اسمها ويبقى الخبر ، وكثر ذلك بعد «إن ولو» الشّرطيتين ، فمثال «إن» : «سر مسرعا إن راكبا وإن ماشيا». التّقدير : إن كنت راكبا ، وإن كنت ماشيا ، وقول ليلى الأخيلية :
لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف |
إن ظالما أبدا وإن مظلوما |
أي إن كنت ظالما ، وإن كنت مظلوما ، ومثله قولهم «النّاس مجزيّون بأعمالهم إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشر» (٤).
__________________
(١) أنشده الفراء فزاد «كان» بين الجار والمجرور وهما كالشيء الواحد.
(٢) «كانوا» هنا ليست زائدة بل هي ناقصة والواو اسمها ، و «لنا» خبرها ، والجملة في موضع الصفة لجيران ، و «كرام» صفة بعد صفة.
(٣) وهما سيبويه والخليل.
(٤) ويجوز : «إن خير فخيرا» بتقدير ، إن كان في عملهم خير ، فيجزون خيرا ويجوز نصبهما معا بتقدير ؛ إن كان عملهم خيرا ، فيجزون خيرا ، ورفعهما معا بتقدير : إن كان في عملهم خير فجزاؤهم خير ، والوجه الأرجح الأول ، حذف كان مع اسمها ، والثاني رفع الأول ونصب الثاني أضعفها ، والأخيران متوسطان.