والألف واللّام ، وأما المبهمة ـ أي أسماء الإشارة ـ فنحو «مررت بزيد هذا وبعمرو ذاك».
والمضاف إلى المعرفة يوصف بثلاثة أشياء : بما أضيف كإضافته وبالألف واللّام ، والأسماء المبهمة ، وذلك «مررت بصاحبك أخي زيد» و «مررت بصاحبك الطّويل». و «مررت بصاحبك هذا» فأمّا الألف واللام فتوصف بالألف واللّام ، وبما أضيف إلى الألف واللّام ، لأنّ ما أضيف إلى الألف واللّام بمنزلة الألف واللام فصار نعتا كما صار المضاف إلى غير الألف واللام صفة لما ليس فيه الألف واللام ـ وقد تقدم مثله ـ وذلك قولك : «مررت بالجميل النبيل» و «مررت بالرجل ذي المال».
وأمّا المبهمات وهي أسماء الإشارة ـ فهي ممّا ينعت به ـ وينعت (١) ، فالأول نحو قوله تعالى : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا)(٢) وأما الثاني فنحو قوله تعالى : (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ)(٣).
ثم يقول سيبويه : واعلم أن صفات المعرفة تجري من المعرفة مجرى صفات النكرة من النكرة ، وذلك قولك : «مررت بأخويك الطّويلين» فليس في هذا إلّا الجرّ ، كما ليس في قولك : «مررت برجل طويل» إلّا الجرّ. ويقول ، وإذا قلت «مررت بزيد الرّاكع ثم السّاجد» أو الرّاكع فالساجد ، أو الراكع لا السّاجد ، أو الرّاكع أو السّاجد ، أو إمّا الراكع وإمّا السّاجد ، وما أشبه هذا لم يكن وجه كلامه إلّا الجرّ ، كما كان ذلك في النكرة ـ وقد تقدّمت ـ فإن أدخلت «بل ولكن» جاز فيهما ما جاز في النكرة ـ أي العطف على النعت أو القطع على أن يكون خبرا لمبتدأ هو ـ وقد مضى الكلام في النكرة فأغنى عن إعادته في المعرفة.
٥ ـ ما يتبع به النّعت الحقيقيّ منعوته في غير التّنكير والتعريف :
قدّمنا متابعة النعت منعوته في التنكير والتعريف ، ونذكر هنا ما يتبعه بغيرهما ، من ذلك : متابعة النّعت منعوته بواحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وبواحد من الرّفع والنصب والجرّ ، وبواحد من التّأنيث والتّذكير ، فمثال الموافقة من الإفراد والتثنية والجمع قولك : «الرّجال الشّجعان ذخيرة الوطن» أتبع النعت منعوته بالجمع ، وكذلك التثنية والإفراد ، ويتابع النّعت منعوته بواحد من الرّفع والنّصب والجرّ ، نحو «هذا رجل صالح» و «رأيت
__________________
(١) وعند الزجاج والكوفيين لا ينعت اسم الإشارة ولا ينعت به ، والأولى عندهم جعله بيانا.
(٢) الآية «٦٣» من الأنبياء «٢١».
(٣) الآية «٦٢» من الإسراء «١٧».