كان منفيّا لفظا أو تقديرا نحو «والله لا أقوم» (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ)(١) إذ التقدير : لا تفتأ ، أو كان المضارع للحال كقراءة ابن كثير (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ)(٢) وقول الشّاعر :
يمينا لأبغض كلّ امرىء |
يزخرف قولا ولا يفعل |
أو كان مفصولا من اللّام بمعموله نحو : (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ)(٣).
أو بحرف تنفيس نحو : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(٤).
٣ ـ حكم آخر الفعل المؤكّد بهما :
إذا أكّد الفعل بأحد النّونين ، فإن كان مسندا إلى اسم ظاهر أو إلى ضمير الواحد المذكّر ، فتح آخره لمباشرة النون له ، ولم يحذف منه شيء سواء أكان صحيحا أم معتلا نحو : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ)(٥) و «ليخشينّ وليدعونّ وليرمينّ» بردّ لام الفعل إلى أصلها المعتلّ ، وكذلك الحكم في المسند إلى ألف الاثنين ، غير أنّ نون الرّفع تحذف للجازم أو للنّاصب وإذا كان مرفوعا تحذف لتوالي الأمثال ، وتكسر نون التّوكيد تشبيها بنون الرّفع ، نحو «لتنصرانّ ولتدعوانّ ولتسعيانّ ولترميانّ»
وإذا أسند الفعل المؤكّد لنون الإناث زيد «ألف» بينهما وبين نون التّوكيد نحو «لتنصرنانّ يا نسوة» و «لترمينانّ ولتسعينانّ» بكسر «نون التّوكيد» فيها لوقوعها بعد الألف.
وإذا أسند الفعل المؤكّد إلى «واو الجماعة» أو «ياء المخاطبة» فإمّا أن يكون صحيحا أو معتلا. فإن كان صحيحا حذفت نون الرّفع للنّاصب أو الجازم وإذا كان مرفوعا حذفت لتوالي الأمثال ، وحذفت «واو الجماعة» أو «ياء المخاطبة» لالتقاء السّاكنين ، نحو «لتنصرنّ يا قوم» و «لتجلسنّ يا هند».
وإن كان ناقصا ، وكانت عين المضارع مضمومة أو مكسورة حذفت لام الفعل زيادة على ما تقدّم ، وحرّك ما قبل النّون بحركة تدلّ على المحذوف نحو «لترمنّ يا قوم» و «لتدعنّ» و «لترمنّ يا دعد» و «لتدعنّ».
أمّا إذا كانت عينه مفتوحة فتحذف لام الفعل فقط ، ويبقى ما قبلها مفتوحا ، وتحرّك «واو الجماعة» بالضّمّة ، و «ياء
__________________
(١) الآية «٨٥» من سورة يوسف «١٢».
(٢) الآية «١» من سورة القيامة «٧٥».
(٣) الآية «١٥٨» من سورة آل عمران «٣».
(٤) الآية «٥» من سورة الضحى «٩٣».
(٥) الآية «٤٠» من سورة الحج «٢٢».