الرأسمالية الكبرى ، كالمؤسسات الصناعية العسكرية ، والنظام الطبقي الصّحّي بما فيه من مؤسسات رأسمالية عملاقة كصناعة الادوية والاجهزة الطبية ، وجهاز القضاء بما فيه من شرطة ومحاكم وقضاة. ولا يبقى للخدمات الاجتماعية كإعالة الفقراء والمشردين واشباع حاجاتهم الاساسية الا النزر اليسير (١). وهكذا تدور الثروة الاجتماعية من الافراد في الطبقتين العليا والوسطى الى المؤسسات الرأسمالية العملاقة ، ثم ترجع من المؤسسات الرأسمالية العملاقة الى الطبقة العليا بالخصوص والطبقة المتوسطة ، تاركة الطبقة الفقيرة تسبح في بحر من التخلف والحرمان.
٣ ـ المنزلة الاجتماعية : ويحتل الاثرياء والرأسماليون ومن تركزت القوة السياسية بايديهم مكان الصدارة والوجاهة في المجتمع الرأسمالي ؛ بينما يحتل المفكرون وعلماء الطبيعة ورجال الدين والاساتذة الطبقة الوسطى. ويحتل الفقراء المنزلة السفلى في السلم الاجتماعي (٢). وتمايز الطبقات في النظام الاجتماعي الغربي ليس بحديث عهد ، حيث يذكر المؤرخون ان العائلة المالكة في روما مثلاً ، كانت لا تسمح لغير افرادها بلبس الملابس الحمراء ، وان العائلة المالكة في انكلترا كانت لا تسمح في القرن السادس عشر ، لغير نسائها بلبس الملابس المخاطة بالذهب والفضة (٣). وهذه الممارسات تؤكّد
__________________
(١) (باسيل بيرنستاين). الطبقة الاجتماعية ، الرموز ، والسيطرة. لندن : روتليج وكيكان بول ، ١٩٧١ م.
(٢) (دونالد ترايمان). الوظائف الرفيعة في دراسة مقارنة. نيويورك : المطبعة الآكاديميّة ، ١٩٧٧ م. وايضا : (الكيس انكليس) و (بيتر روسي). « مقارنة قومية للوظائف المعتبرة ». مقالة علمية في (المجلة الامريكية لعلم الاجتماع) ، عدد ٦٦ ، ١٩٥٦ م. ص ٣٢٩ ـ ٣٣٩.
(٣) (بارنينكنن مور). الظلم الاجتماعي : القواعد الأساسية للطاعة والعصيان. نيويورك : بانثيون ، ١٩٧٩ م.