كبير من المسلمين (١) ، المقتدرين.
مساء السادس عشر (من كانون الأول) وضعنا بضائعنا كلها وامتعتنا في مركب مصطفى ، ثم ذهبنا لتقديم الهدايا إلى سنجق (٢) مدينة بيره جك ؛ والهدية عبارة عن أربعة رؤوس سكر ، وأربع شموع عسل يبلغ سعر الواحدة شاهيا (٣) ، والشاهي يعادل في نقودنا عشرين فلسا (٤). كما قدمنا قطعا من صابون حلب. وأعطينا للكتخدا (٥) التابع للسنجق رأس سكر واحدا وشمعتين وقليلا من صابون حلب. وهكذا فعلنا نحو الأمين الذي كان يستوفي الرسوم في ذلك المكان ، إذ قدمنا له رأس سكر وقالب صابون (٦).
بقينا في ذلك الموضع إلى ٥ كانون الثاني (١٥٨٠)
__________________
د. علي الوردي : لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ، ج الأول ، بغداد ١٩٦٩ ، ص ٢٦٣ وما بعدها.
(١) يستعمل كلمة موروMoro.
(٢) كلمة تركية تعني البيرق ، وتشير إلى منطقة يحكمها سنجق بكي ، أو إلى وحدة إدارية تابعة للولاية ، وهنا تشير إلى الشخص الحاكم نفسه.
(٣) نقد عثماني صغير ، عرف بهذا الأسم لأن السلطان العثماني اتخذ لقب الشاه عند استيلائه على بعض أقسام إيران. العزاوي : تاريخ النقود العراقية : ١٣٤.
(٤) يشير إلى أصغر النقود التي كانت متداولة آنذاك في البندقيةSoldo.
(٥) هو الموظف المعتمد في الوحدة الإدارية لمساعدة السنجق.
(٦) الأصح : صحن زبيب كما سنرى في المحطات التالية.