أحد الأولياء الذي يلقى منهم الأكرام كما نكرم القديسين في ديارنا. وقد رمى الملاحون في ذلك المزار رغيفا عن كلّ واحد منهم تقربا ، إذ قالوا : إن قوارب محملة بالقمح مرت من هناك فلم تقدم بحارتها شيئا للمزار فغرقت حالا في ذلك المكان (١).
وفي الساعة ٢٣ من ذلك اليوم وجدنا قرية تسمى «الكرخي» Elcuxi وكانت عن يسارنا. وبعد قليل رأينا قصبة مأهولة بالناس تسمى «الميزتانا» Elmesetana حيث أمضينا تلك الليلة.
في الساعة الحادية عشرة ، وبعد أن سرنا ثلاث ساعات ، مررنا بمنحدر قوي جدّا هو أخطر ما رأينا حتى الآن (٢). لكننا نجونا ومررنا بسلام بفضل الصلوات الحارة التي رفعناها إلى الله.
بعد أن عبرنا ذلك المنحدر بدأنا نمر بمواضع مأهولة من بيوت وأبراج ونخيل وبساتين وغير ذلك من الأبنية. وكانت هذه كلها قائمة عند سفح جبل لطيف جدّا وتقابله في النهر جزيرة صغيرة عامرة بالنخيل وغرسات البرتقال ، وكانت على ضفة النهر اليمنى. وبعد مسافة قليلة من
__________________
(١) إنه مزار الشيخ رجب الرفاعي.
(٢) ينوه راوولف أيضا بخطر ذلك الموضع (رحلة المشرق : ص ١٥٠).