بيوتا كثيرة متناثرة على الضفتين ، فضلا عن أبراج وبساتين وأشجار نخيل.
ثم مررنا بجزيرتين مأهولتين واقعتين على يسارنا ، ثم جزيرة ثالثة مأهولة أيضا وهي خاصة بكتخدا السنجق الذي يحكم تلك المنطقة. وفي نحو الساعة ٢٣ مررنا بجزيرة أخرى فعبرنا بين ناعور يقع إلى اليمين وصخور كبيرة جدّا كان بعضها مغمورا تحت الماء والقسم الآخر منها ظاهر فوق سطح الماء. وبعد مسافة أخرى رأينا حجارة كبيرة ـ هي في تقديري ـ من أجود أنواع الرخام الأبيض.
وبعد أن تركنا خلفنا عددا كبيرا من الجزر ، كان بعضها مأهولا والآخر خاليا من السكان ورأينا من جديد غابات نخيل.
وعند المساء وصلنا نطلب الراحة في الضفة اليمنى من النهر ، في موقع يقال له «جزيرة آلوس» (١) Zezirnalus وهي عامرة بالأشجار والدور والأبراج والنخيل الكثيرة.
رحلنا من هناك في السابع عشر من الشهر قبل شروق الشمس بنصف ساعة وبعد أن مخرنا عباب النهر ثلاث ساعات وصلنا إلى موضع يقع على ضفة النهر اليمنى حيث رأينا برجين وثلاثة بيوت. ورأينا على مسافة قصيرة منها
__________________
(١) على الفرات قرب عانات والحديثة (معجم البلدان ١ : ٣٥٢).