الوصول الى قتل موسى عليهالسلام بحفظ الله تبارك وتعالى إيّاه ، وكذلك بنو اميّة وبنو العبّاس لمّا وقفوا على أنّ زوال ملكهم وملك الامراء والجبابرة منهم على يد القائم منّا ناصبونا العداوة ، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول صلىاللهعليهوآله [أهل بيت رسول الله ـ خ] ، وإبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم ، ويأبى الله عزوجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلّا أن يتمّ نوره ولو كره المشركون.
وأمّا غيبة عيسى عليهالسلام ، فإنّ اليهود والنصارى اتّفقت على أنّه قتل فكذّبهم الله جلّ ذكره بقوله : (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) ، كذلك غيبة القائم ، فإنّ الامّة ستنكرها لطولها ، فمن قائل يهذي بأنّه لم يلد ، وقائل يقول : إنّه يتعدّى إلى ثلاثة عشر وصاعدا ، وقائل يعصي الله عزوجل بقوله : إنّ روح القائم ينطق في هيكل غيره.
وأمّا إبطاء نوح عليهالسلام ؛ فانّه لمّا استنزلت العقوبة على قومه من السماء بعث الله عزوجل الروح الأمين عليهالسلام بسبع نويات ، فقال : يا نبيّ الله ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول لك : إنّ هؤلاء خلائقي وعبادي ، ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلّا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجّة ، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك ، فإنّي مثيبك عليه ، واغرس هذه النوى ، فإنّ لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص ، فبشّر بذلك من تبعك من المؤمنين ، فلمّا نبتت الأشجار وتأزّرت وتسوّقت وتغصّنت وأثمرت وزها التمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة ، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ، ويؤكّد الحجّة على قومه ، فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به ، فارتدّ منهم ثلاثمائة رجل ، وقالوا :