__________________
بسرّمن رأى ، وهو حي مختف عن أعين الناس ، منتظر خروجه ، وسيظهر ويملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، ولا امتناع في طول عمره وامتداد أيّامه كعيسى بن مريم والخضر عليهماالسلام ، وهؤلاء الشيعة ، خصوصا الإماميّة ، ووافقهم عليه جماعة من أهل الكشف ، انتهى».
ومراده من جماعة من أهل الكشف كما صرّح به بعض الأعلام غير الشيخ محيي الدين والشعراني والشيخ حسن العراقي ممّن يأتي ذكرهم ان شاء الله تعالى ، لتقدّمه عليهم بسنين كثيرة ، فإنّ البيهقي توفّي سنة (٤٥٨ ه) ، والشيخ محي الدين توفّي سنة (٦٣٨ ه) ، كما صرّح به العراقي في أوائل الفصل الأوّل من اليواقيت على ما حكي عنه ، وهكذا الشعراني كان بعد عصر البيهقي ، فإنّه فرغ من تصنيف اليواقيت سنة (٩٥٥ ه) ، والعراقي والخوّاص كانا معاصرين للشعراني.
وكيف كان ، فيظهر من كلام البيهقي الميل إلى هذا القول ، بل اختياره ، وإلّا لأنكره.
٨ ـ الشيخ كمال الدين أبو سالم محمّد بن طلحة الشافعي القرشي النصيبي ، المتولّد سنة (٥٨٢ ه) ، صاحب كتاب العقد الفريد ، قال في طبقات الشافعيّة على ما حكي عنها : «تفقّه وبرع في المذهب ، وسمع الحديث بنيسابور من المؤيّد الطوسي وزينب الشعريّة ، وحدّث بحلب ودمشق ، وروى عنه الحافظ الدمياطي ومجد الدين بن العديم ، وكان من صدور الناس ، ولي الوزارة بدمشق يومين وتركها وخرج عمّا يملك من ملبوس ومملوك وغيره تزهّدا ، وتوفّي ابن طلحة في سابع رجب سنة (٦٥٢ ه).
قال ابن طلحة في كتاب «الدرّ المنظّم» على ما نقل عنه في ينابيع المودّة ص ٤١٠ : «وإنّ لله تبارك وتعالى خليفة ، يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا ... إلى أن قال : وهذا الإمام المهدي القائم بأمر الله يرفع المذاهب ، فلا يبقى إلّا الدين الخالص ... الخ».
وقال في «مطالب السئول في مناقب آل الرسول» ، وهو كتاب ذكر فيه أسماء الأئمة الاثني عشر عليهماالسلام وبعض أحوالهم : «الباب الحادي عشر : في أبي محمّد الحسن بن علي ، الخالص مولده سنة إحدى وثلاثين ومائتين للهجرة ، وأمّا نسبه أبا وامّا ، فأبوه أبو الحسن علي المتوكل بن محمّد القانع بن علي الرضا ، وقد تقدّم القول في ذلك ، وامّه أمّ ولد يقال لها : سوسن ، وأمّا اسمه : الحسن ، وكنيته : أبو محمّد ، ولقبه : الخالص ، وأمّا مناقبه : فاعلم أنّ المنقبة العليا والمزيّة الكبرى الّتي خصّه الله عزوجل بها ، وقلّده فريدها ، ومنحه تقليدها ، وجعلها صفة دائمة لا يبلي الدهر