السموات خلقا مستويا محكما من غير تفاوت ، وخلق ما في الأرض على حسب حاجات أهلها ومنافعهم ومصالحهم.
المفردات اللغوية :
(كَيْفَ تَكْفُرُونَ) يا أهل مكة ، مثله في قولك : «أتكفرون بالله ومعكم ما يصرف عن الكفر ، ويدعو إلى الإيمان؟» والاستفهام للإنكار والتعجب من كفرهم مع قيام البرهان أو للتوبيخ.
(كُنْتُمْ أَمْواتاً) نطفا في الأصلاب. (فَأَحْياكُمْ) في الأرحام والدنيا ، بنفخ الروح فيكم. (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند انتهاء آجالكم. (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) بالبعث ، فيجازيكم بأعمالكم. ودخلت الواو على جملة (كُنْتُمْ أَمْواتاً) إلى آخر الآية ، كأنه قيل : كيف تكفرون بالله ، وقصتكم هذه ، وحالكم أنكم كنتم أمواتا ، نطفا في أصلاب آبائكم ، فجعلكم أحياء ، ثم يميتكم بعد هذه الحياة ، ثم يحييكم بعد الموت ، ثم يحاسبكم.
(ما فِي الْأَرْضِ) الأرض وما فيها. (جَمِيعاً) لتنتفعوا به وتعتبروا. (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) بعد خلق الأرض : قصد وعمد إليها بإرادته تعالى ، قصدا مستويا خاصا بها.
المناسبة :
بعد أن ذكر الله صفات الفاسقين وموقف الكفار من القرآن ، وجّه الخطاب إلى الكفار في هاتين الآيتين على طريق الإنكار والتعجب والتوبيخ على موقفهم وصفة كفرهم ، بذكر البراهين الداعية إلى الإيمان : وهي النعم الدالة على قدرته تعالى من مبدأ الخلق إلى منتهاه ، من إحيائهم بعد الإماتة ، ثم الإماتة والإحياء ، وخلق جميع الخيرات المكنونة في الأرض ليتمتعوا بجميع ما في ظاهرها وباطنها ، وخلق سبع سموات مزينة بمصابيح ، ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ، أفبعد هذا كله يكفرون بمحمد وبرسالته؟!
لتفسير والبيان :
عجيب حالكم أيها الكفار ، كيف تنكرون وجود الله وقدرته مع أن الله