قلبه. وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه ، فذلك الران الذي ذكر الله في القرآن : (كَلَّا ، بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين ٨٣ / ١٤]».
وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه» وإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضرب لهم مثلا ، كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة ، فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق ، فيجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا سوادا ، وأججوا نارا ، فأنضجوا ما قذفوا فيها.
فقه الحياة أو الأحكام :
تضمنت الآية (٧٩) والتي قبلها التحذير من التبديل والتغيير والزيادة في شرع الله ، فكل من بدل وغيّر أو ابتدع في دين الله ما ليس منه ، فهو داخل تحت هذا الوعيد الشديد ، والعذاب الأليم ، وقد حذر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمته ، لما قد علم ما يكون في آخر الزمان ، فقال : «ألا ، إنّ من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملّة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة» الحديث. فحذرهم أن يحدثوا من تلقاء أنفسهم في الدين خلاف كتاب الله أو سنته أو سنة أصحابه ، فيضلّوا به الناس.
وأبانت الآية (٧٩) أن كل عوض ـ وإن كثر ـ عن تحريف كتاب الله ، لا بركة فيه ولا خير ، فقد وصف الله تعالى ما يأخذه أحبار اليهود بالقلة إما لفنائه وعدم ثباته ، وإما لكونه حراما ، لأن الحرام لا بركة فيه ، ولا يربو عند الله. قال ابن إسحاق والكلبي : كانت صفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم في كتابهم : ربعة أسمر ، فجعلوه : آدم سبطا طويلا ، وقالوا لأصحابهم وأتباعهم : انظروا إلى صفة النّبي الذي يبعث في آخر الزمان ، ليس يشبهه نعت هذا.
ودلت الآية (٨١) : (بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ) على أن