أول طعام يأكله أهل الجنة ، فزيادة كبد الحوت. وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ، نزع الولد ، وإذا سبق ماء المرأة نزعت».
قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، يا رسول الله ، إن اليهود قوم بهت ، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني.
فجاءت اليهود : فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟» قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، قال : «أرأيتم إن أسلم؟». قالوا : أعاذه الله من ذلك ، فخرج عبد الله ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله. فقالوا : هو شرنا وابن شرنا ، وانتقصوه ، فقال : هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله(١).
قال ابن حجر في فتح الباري : ظاهر السياق أن النبي صلىاللهعليهوسلم قرأ الآية ، ردا على اليهود ، ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذ ، قال : وهذا المعتمد ، فقد صح في سبب نزول الآية قصة عبد الله بن سلام (السابقة).
وجاء في بعض الروايات : أن أحد علماء اليهود من أحبار فدك عبد الله بن صوريا سأل النّبي صلىاللهعليهوسلم عن الملك الذي ينزل عليه بالوحي ، فقال : هو جبريل ، فقال ابن صوريا : ذاك عدونا ، ولو كان غيره لآمنا به ، وقد عادانا جبريل مرارا ، ومن عداوته أن الله أمره أن يجعل النبوة فينا ، فجعلها في غيرنا ، وهو صاحب كل خسف وعذاب ، وأنذر بخراب بيت المقدس. وميكال يجيء بالخصب والسلام.
وفي رواية أن عمر بن الخطاب دخل مدراسهم (٢) ، فذكر جبريل ، فقالوا :
__________________
(١) تفسير الطبري ١ / ٣٤٢ وما بعدها ، تفسير ابن كثير : ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠
(٢) المدراس : بيت تدرس فيه التوراة.