ذاك عدونا ، يطلع محمدا على أسرارنا ، وأنه صاحب كل خسف وعذاب ، وأن ميكائيل ملك الرحمة ينزل بالغيث والرخاء.
التفسير والبيان :
قل أيها النبي لهم : من كان عدوّا لجبريل ، فهو عدوّ لوحي الله الذي يشمل التوراة وغيرها ، فإن الله نزله بالوحي والقرآن على قلبك بإذن الله وأمره ، والقرآن موافق لما تقدمه من الكتب كالتوراة والإنجيل الداعية إلى توحيد الله وأصول الأخلاق والعبادات ، وهو هداية من الضلالات ، وبشرى لمن آمن به بالجنة ، فكيف يكون طريق الخير سببا للبغض والكراهية.
ثم أكد الله سبحانه حكمه المبرم وهو من كان عدوّا لله بمخالفة أوامره ، وعدم إطاعته ، والكفر بما أنزله لهداية الناس ، وعدوّا للملائكة بكراهة العمل بما ينزلون به من وحي ورسالة يبلغونها للناس ، وعدوّا لرسل الله بتكذيبهم في دعوى الرسالة ، مع وجود الأدلة على صدقهم ، أو بقتل بعضهم كقتل زكريا ويحيى ، وعدوّا لجبريل وميكائيل بادعاء أن الأول يأتي بالنذر ، فإن الله عدوّ له ومجازيه على ذلك ، لأنه كافر به ومعاد له ، وظالم لنفسه ، وتلك العداوة كفر صريح.
فقه الحياة أو الأحكام :
تعددت اعتذارات اليهود عن الإيمان بمحمد صلىاللهعليهوسلم وبالقرآن ، فقالوا سابقا : إنهم مؤمنون بالتوراة ، كافرون بغيرها ، وقالوا : إنهم ناجون حتما في الآخرة ، لأنهم شعب الله وأحباؤه ، وقالوا هنا : إن جبريل أمين الوحي على محمد عدوهم ، فلا يؤمنون بما جاء به. فأبطل الله تعالى مزاعمهم ، وفند حججهم ، وأظهر تناقضهم ، وأبان لهم أن معاداة الله وملائكته ورسله سبب واضح قاطع لإنزال العقاب بهم في الدنيا والآخرة ، وفي هذا وعيد شديد ، وتنديد بأن اليهود أعداء