سدر أخضر ، فيدقه بين حجرين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ عليه آية الكرسي ، ثم يحسو منه ثلاث حسوات ، ويغتسل به ، فإنه يذهب عنه كل ما به ، إن شاء الله تعالى ، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله.
٨ ـ تساءل ابن العربي بمناسبة (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) فقال : كيف أنزل الله تعالى الباطل والكفر؟ ثم قال : كل خير أو شر أو طاعة أو معصية أو إيمان أو كفر منزّل من عند الله تعالى ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم في الصحيح : ماذا فتح الليلة من الخزائن؟ ماذا أنزل الله تعالى من الفتن؟ أيقظوا أصحاب الحجر ، ربّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة (١).
٩ ـ هل هاروت وماروت ملكان؟ اختلف العلماء ، فقال جماعة : هما ملكان بعثهما الله يبينان للناس بطلان ما يدعون حقيقته ، ويكشفان لهم عن وجوه الحيل التي يخدعون بها الناس ، وينهيانهم عن العمل بها ، يقولان : (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) فكانا يعلمانهم للتحرز لا للعمل ، لأن الملائكة أمناء الله على وحيه ، وسفراؤه إلى رسله : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) [التحريم ٦٦ / ٦] ، (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ، لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ ، وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) [الأنبياء ٢١ / ٢٦ ـ ٢٧] ، (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) [الأنبياء ٢٠ / ٢٠].
قال الزمخشري : والذي أنزل على الملكين هو علم السحر ، ابتلاء من الله للناس ، من تعلمه منهم وعمل به ، كان كافرا ، ومن تجنبه أو تعلمه ، لا ليعمل به ، ولكن ليتوقاه ولئلا يغتربه ، كان مؤمنا :
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه |
|
ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه |
وروي عن الحسن البصري : أنه كان يقرأ : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) بكسر
__________________
(١) أحكام القرآن لابن العربي : ١ / ٢٨ ، وانظر أيضا تفسير ابن كثير : ١ / ١٤٨